المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع الثاني عشر:] حب الدنيا

صفحة 79 - الجزء 1

  فِي الْأَرْضِ} الآية [القصص ٨٣].

  وقوله ÷: «ما ذئبان في زَرِيْبَةِ غنم بأكثر فساداً من حب الشرف والمال في دين الرجل المسلم»⁣(⁣١).

[أمور ليست من حب الدنيا]

  وليس من المنهي عنه: محبة جمع المال لتحصيل الكفاية.

  ولا محبة حفظ المال من دار، وعقار، وذهب، وفضة، ونحو ذلك، والاحتراز عليها من الإضاعة.

  - ولا محبة التلذذ بالمباحات؛ من مطعم، ومشرب، ومركب، وملبس، ومنكح، وبنيان، فليس شيء من ذلك بخطأ؛ لقوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ} الآية [الأعراف ٣٢].

  وكذلك، ما كان مما ذكر لطلب تَجَمُّلٍ في الناس، فلا بأس به. ومعنى التجمل: حصول جمالٍ يحترزُ به مَنْ حَصَلَ لَهُ عن حطِّ مرتبته، والاستخفاف به المخالف لما يستحقه في ظاهر حاله.

  وبهذا التفسير والتقرير الأخير يتيسر الأمر في مجانبة الدنيا المذمومة، واطِّرَاحِها على من له أدنى مُسْكَة، فإنّ طلب الشرف والمال للعلو لا يكثر وقوعه من أهل قوة الإيمان، إنما يقصده ويعتمده المتجبرون، المتمردون، الغافلون عن الله بالكلية.


(١) الإمام الموفق بالله # في الاعتبار رقم (٧٥)، الترمذي [٤/ ٥٨٨] رقم (٣٢٧٦) بلفظ: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال، والشرف لدينه»، وأحمد في مسنده [٢٥/ ٨٥] رقم (١٥٧٩٤). والزريبة: حظيرة الغنم.