المختار من كنز الرشاد وزاد المعاد،

عز الدين بن الحسن بن علي (المتوفى: 900 هـ)

[النوع السادس عشر:] البخل

صفحة 88 - الجزء 1

  المتوقفِ على الاختيار، وهو: الإقدام والفرار، ولا إشكال في تسميتهما شجاعةً وجبناً، في لغة العرب.

  وقد حُمل الخبر على أن المراد بالجبن والجرأة فيه - سببهما - تجوزاً - وإلا فهما حقيقة: الإقدام ونقيضه.

[النوع السادس عشر:] البخل

  عبارة عن شدة حب المال، الحاملة على منعه وإن وجب بذله. وهو في الحقيقة نفس المنع، وإنما الحب سببه، كما تقدم في الجبن.

  وقد ذم الله تعالى {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ}⁣[النساء ٣٧]، فاقتضى ذلك قبحه، وقال: {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ}⁣[محمد ٣٨].

  والمنع المذموم: منع المال عما يجب صرفه فيه مِن أداءِ حقٍّ، أو تحصيلِ نفعٍ، أو دفعِ ضررٍ، أو ذمٍّ.

  وكفى في البعث على اجتنابه، والترغيب في تركه، بقوله تعالى - في غير موضع من كتابه -: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(⁣١)}⁣[الحشر ٩]، وما في هذه الآية الكريمة المكررة من


(١) الآية بتمامها: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ويقول تعالى - =