المهذب في فتاوي الإمام المنصور بالله،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

سطور عن علم وفقه الإمام عبدالله بن حمزة

صفحة 3 - الجزء 1

  ولقد سبق لمحات خاطفة عن هذا الإمام العظيم في مقدمة الجزء الأول من المجموع المنصوري المحتوي على كتاب العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين، وفي مقدمة الجزء الثاني من هذا المجموع المحتوي على ثمان من رسائل وكتب الإمام. وفي مقدمة هذا الكتاب العظيم يقف القلم عاجزاً عن التعبير بما يناسب أهمية هذا الكتاب، لكن لا بد من عجالة سريعة وعبارات وجيزة عن الإمام والكتاب والجامع والمهذب يقتضيها التقديم ونأمل أن يستفيد منها القاريء الكريم.

سطور عن علم وفقه الإمام عبدالله بن حمزة

  هو الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان الحسني اليمني مولده سنة ٥٦١ هـ، ودعوته ٥٩٤ هـ، ووفاته سنة ٦١٤ هـ، من عظماء الإسلام وكبار أئمة الآل الكرام، إمام مجتهد مجاهد مجدد، عالم موسوعي في الأصول والفروع فاق مجتهدي عصره علماً وأدباً وجهاداً واجتهاداً، فهو العالم الفقيه الأصولي النحوي اللغوي المؤرخ الأديب الشاعر البليغ.

  قال السيد المولى مجدالدين المؤيدي في مقدمة العقد الثمين السالف الذكر عند الحديث عن بيعة الإمام بمدينة صعدة: «وقد كان اجتمع في مقامه من العلماء خاصة نحو ٤٠٠ عالم فناظروه في جميع العلوم حتى أن عالماً منهم سأله عن ٥٠٠٠ مسألة فأجاب عنها بأحسن جواب».

  قلت: ومؤلفاته شاهدة على غزارة علمه وموسوعيته، ومن أهمها: كتاب الشافي في أربعة أجزاء أحاط فيه بأنواع العلوم كما وصفه المولى مجدالدين الذي طبع بتحقيقه؛ والرسالة الناصحة وشرحها في أصول الدين؛ وحديقة الحكمة النبوية شرح الأربعين السيلقية، أودع فيها من علوم العربية ومعاني الألفاظ الشريفة ما بهر الألباب؛ وكتاب المجموع المنصوري الذي صدرت بعض أجزاءه وبعضها تحت الطبع وغيرها من الكتب