الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #:

صفحة 94 - الجزء 1

  الغداة فشد عليه شبث فوقع سيفه بعضادة الباب وبالطاق ولم يصبه، وضربه ابن ملجم على رأسه، وهرب وردان حتى دخل منزله، فدخل عليه رجل من بني أبيه وهو ينزع السيف والحريرة، وأخبره بما كان، فذهب إلى منزله وأخذ سيفه وعلاه به حتى قتله، وخرج شبث ونجا، وشدوا على ابن ملجم وأخذوه⁣(⁣١).

  وروي أن الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن جبلة بن معاوية كان تلك الليلة بناحية من المسجد، وحجر بن عدي | كان يصلي، فسمع الأشعث يقول له: النجا، فضحك الصّبح، فقال: قتلته يا أعور قتلك الله، وكان الأشعث أعور، وكان ابن ملجم حليفا لبني جبلة وابن أخت لهم، وجبلة هو الذي ينتمي إليه الأشعث، كما قدّمنا نسبه، فلما قتل علي # قال قيس بن ربيعة الكندي يرثيه ويهجو الأشعث:

  قتلت أمير المؤمنين تخوّنا ... على غير شيء يا ابن واهصة الخصي⁣(⁣٢)

  وأنت لعلج من هرابذ فارس ... تؤول لعلج ما تبوء لذي العلا

  لشنجيت ترمى شر أبناء فارس ... إلى شر منجول وألام منتمى

  غدرت بميمون النقيبة حازم ... وأكرم من ضمت حصان ومن مشى

  أخي الدين والإسلام والبر والتقى ... وصهر الذي أصفى له الدين بالهدى

  أبرّ بذي قربى وأبعد من خنى ... وأتقى لرب حين ميز ذوو النهى

  وأشجع من ضرغامة ذي مهابة ... وأجود من نوء السماك إذا سقى

  أخا أحمد والوارث العلم بعده ... وصي له في الغابرين ومن مضى

  فأبشر أخا الإتراف والحوب والخنا ... بما إن تلاقي أن تحش لكم لظى

  مقارن إبليس بها عرف نارها ... وقود لحاميها ليهن لك السقا


(١) المصابيح ٣٣٥.

(٢) يعير الرجل فيقال: يا ابن واهصة الخصي إذا كانت أمه راعية. لسان العرب مادة: وهص.