الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #:

صفحة 95 - الجزء 1

  فلا زلت موزوعا لعينا مبغّضا ... وأبعدك الرحمن واجتاحك الردى⁣(⁣١)

  وكان الأشعث دعيا في كندة، ولذلك قال علي # فيما حكى الأسود بن سعد بن قيس الهمداني: أن عليّا # كان جالسا في الرّحبة إذ طلع الأشعث بن قيس فسلّم ثم جلس فقال: يا أمير المؤمنين جئت خاطبا، قال: لمن؟ قال: إليك قال أحمقة: كحمقة أبي بكر يا شعث، يأبى ذلك عليك شنجيت، فقال الأشعث: وما شنجيت؟ قال رجل من الفرس لما تمزق ملك بني عمرو بن معاوية شخص مع كندة إلى اليمن، وابنه خرزاذ معه غلام، فلما انتهوا إلى حضرموت هلك شنجيت، فانتسب خرزاذ جدك الذي يقال له: معدي كرب إلى جبلة بن معاوية. وكان الأشعث لما ارتد عن الإسلام وتحصن بحصنه النحير بعث إليه أبو بكر زياد بن لبيد البياضي، فأخذه فمنّ عليه أبو بكر وزوّجه أخته أم فروة، فلذلك قال علي #: أحمقة كحمقة أبي بكر⁣(⁣٢).

  وروي عن محمد بن حنيف قال: والله إني لأصلّي تلك الليلة التي ضرب فيها ابن ملجم عليّا # قريبا من السدة في رجال كثير من أهل البصرة، إذ خرج علي # الصلاة الغداة، فنظرت إلى بريق السيف، وسمعت: الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك، ثم سمعت عليا # يقول: لا يفوتنكم الرجل، فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم وأدخل على علي # فسمعته يقول: النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأي. فبيناهم عنده - وابن ملجم مكتوف بين يدي الحسن # - إذ نادت أم كلثوم بنت علي #: إنه لا بأس على أبي، والله مخزيك يا عدو الله، فقال: فعلام تبكين؟ فوالله لقد شريته بألف، وسمّمته بألف، ولو كانت هذه الضربة لجميع الناس ما بقي منهم


(١) المصابيح ٣٣٦.

(٢) المصابيح ٣٧٧.