ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #:
  أحد. وأقبل علي # على ابن ملجم، وقال: أرأيت إن سألتك عن ثلاث خصال تصدقني إن سألتك؟ قال: سلني، قال: سألتك بالله هل كنت تدعى وأنت صغير: ابن راعية الكلاب؟ قال: اللهم نعم. قال: فأسألك عن الثانية:
  أنشدك بالله أمرّ بك رجل وقد تحركت فقال: أنت شقيق عاقر ناقة ثمود؟ قال:
  اللهم نعم. قال: فإني سائلك عن الثالثة، وهي أشدهن عليك هل حدثتك أمك أنها حملت بك في حيضها؟ قال: اللهم نعم، ولو كنت كاتما شيئا لكتمته(١).
  وفي قطام وما كان منها يقول القائل وهو ابن مياس الفزاري:
  ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة ... كمهر قطام من فصيح وأعجم
  ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وقتل علي بالحسام المصمم
  فلا مهر أغلى من علي وإن غلا ... ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم(٢)
  وأما صاحبا ابن ملجم لعنه الله تعالى: فإن البرك بن عبد الله انطلق تلك الليلة التي ضرب فيها علي # - إلى معاوية فوافقه يصلي بالناس فشدّ عليه فطعنه بالخنجر في أليته، فأخذ فقتل. ويقال: بل قطع يديه ورجليه وخلى عنه. ودوّي(٣) معاوية وبرئ، ثم بلغه أنه ولد له ولد(٤)، فبعث إليه فقتله، ثم اتخذ معاوية المقاصير والحرس، وهو أول من اتخذها في الإسلام خوفا على نفسه. وانطلق عمرو بن بكر إلى عمرو بن العاص، وكان عميدا يشتكي بطنه فلم يخرج تلك الليلة، وأمر خارجه قاضي مصر أن يصلي بالناس، فخرج يصلي بهم
(١) المصابيح ٣٣٨ - ٣٣٩.
(٢) ابن أبي الحديد ٢/ ٤٦، والاستيعاب ٢/ ٢٨٥، ومقاتل الطالبين ٣٧، وتاريخ الطبري ٥/ ١٥٠.
(٣) في (ج): وبري.
(٤) في هامش (أ): بلغه أنه لا يولد له بعد تلك الطعنة، وأن نسله ينقطع من أجلها، فأمر به يزيد بن معاوية فقتل.