ومن خطبة له # في الاستسقاء:
  تذر في عيني ذرورا من غير وجع بها(١).
  وبالإسناد إلى السيد أبي طالب فيما رواه أن أمير المؤمنين # قيل له: إنك يا أمير المؤمنين رجل مطلوب، فلو ركبت الخيل في الحرب، فقال #: أنا لا أفر عمن كرّ، ولا أكرّ على من فرّ، والبغلة تزجيني. وفسر أبو الحسن علي بن مهدي، وهو الذي انتهت إليه رواية السيد أبي طالب # الإزجاء: بالسوق، واستشهد عليه بقول الله تعالى: {أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً}[النور: ٤٢] أي:
  يسوقه فقال: تزجيني البغلة أي: تسوقني إلى ما أريد(٢).
  ومن كلام أمير المؤمنين #: إني لأستحيي من الله أن يكون ذنب إليّ أعظم من عفوي، أو جهل أعظم من حلمي، أو عورة لا يواريها ستري، أو خلّة لا يسدها جودي(٣).
  وروينا بالإسناد أن رجلا سأل أمير المؤمنين عليّا # في مسجد الكوفة، فقال: يا أمير المؤمنين هل تصف لنا ربنا؟ فنزداد له حبا وبه معرفة، فغضب علي # ونادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس حتى غصّ المسجد بأهله، ثم صعد المنبر، وهو مغضب متغير اللون، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي ÷ ثم قال:
  الحمد لله الذي لا يفره المنع، ولا يكديه الإعطاء، ثمّ كل معط ينتقص سواه، هو المنان بفوائد النعم، وعوائد المزيد، ضمن عيالة خلقه، وأنهج سبيل الطلب للراغبين إليه، وليس فيما سئل بأجود منه فيما لم يسأل، وما اختلف دهر فيختلف فيه الحال، ولو وهب ما شقت عنه معادن الجبال، وضحكت عنه أصداف البحار، من فلزّ اللّجين، وسبائك العقيان، ونثارة الدّرّ، وحصائد المرجان لبعض عبيده،
(١) الأمالي ص ٧٣.
(٢) الأمالي ص ٦٩.
(٣) الأمالي ص ٦٢.