الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #

صفحة 172 - الجزء 1

  قال جندب: فلما أتيت الحسن # بكتاب معاوية قلت له: إن الرجل سائر إليك فابدأه بالمسير إليه حتى تقاتله في أرضه وبلاده وعمله، فإما أن تقدّر أنه ينقاد لك فلا والله حتى يرى يوما أعظم من يوم صفين فقال: أفعل، ثم قعد عن مشورتي وتناسى قولي. قال: وكتب معاوية لعنه الله إلى الحسن:

   أما بعد: فإن اللّه يفعل في عباده ما يشاء لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب، واحذر أن تكون منيتك على يدي رعاع من الناس، وأيس من أن تجد فينا غميزة، وإن أنت أعرضت عمّا أنت فيه وتابعتني وفيت لك بما وعدت، وأجزت لك ما شرطت، وأكون في ذلك كما قال أعشى بني⁣(⁣١) قيس بن ثعلبة:

  وإن أحد أسدى إليك أمانة ... فأوف بها تدعى إذا متّ وافيا

  ولا تحسد المولى إذا كان ذا غنى ... ولا تجفه إن كان في المال فانيا

  ثم الخلافة لك من بعدي، فأنت أولى الناس بها والسلام.

  فأجابه الحسن # ...

   أما بعد: فقد وصل إليّ كتابك تذكر فيه ما ذكرت، فتركت جوابك خشية البغي عليك، وبالله أعوذ من ذلك فاتبع الحق تعلم أني من أهله، وعليّ إثم أن أقول فأكذب والسلام.

  فلما وصل كتاب الحسن # إلى معاوية - لعنه الله - قرأه، ثم كتب إلى عماله على النواحي بنسخة واحدة ...

   من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان، ومن قبله من المسلمين سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ... أما بعد:


(١) في (أ): بدون: بني.