الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #

صفحة 174 - الجزء 1

  ثم استقبل الحسن بوجهه فقال: أصاب الله بك المراشد، وجنبك المكاره، ووفقك لما يحمد ورده وصدره، قد سمعنا مقالتك، وأتينا إلى أمرك، وسمعنا منك، وأطعناك فيما قلت، وما⁣(⁣١) رأيت، وهذا وجهي إلى معسكري، فمن أحب أن يوافي فليواف، ثم مضى لوجهه فخرج من المسجد ودابته بالباب، فركبه ومضى إلى النخيلة، وأمر غلامه أن يحلقه بما يصلحه، فكان عدي أول الناس عسكرا، ثم قام قيس بن سعد بن عبادة، ومعقل بن قيس الرياحي، وزياد بن حفصة التيمي، فأنّبوا الناس، ولاموهم، وحرّضوهم، وكلموا الحسن بمثل كلام عدي بن حاتم في الإجابة والقبول، فقال لهم الحسن #: صدقتم رحمكم الله ما زلت أعرفكم بصدق النية، والوفاء بالقول، والمودة الصحيحة فجزاكم الله خيرا ثم نزل.

  وخرج الناس فعسكروا ونشطوا للخروج، وخرج الحسن # إلى المعسكر واستخلف على الكوفة المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وأمره باستحثاث الناس وإشخاصهم إليه، فجعل يستحثهم ويخرجهم حتى تتالى⁣(⁣٢) العسكر، ثم إن الحسن # سار في عسكر عظيم، وعدّة حسنة، حتى أتى دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثا حتى اجتمع الناس، ثم دعا عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فقال له: يا بن عم إني باعث معك اثني عشر ألفا من فرسان العرب، وقراء المصر، الرجل منهم يرد الكتيبة فسر بهم، وألن لهم جنابك، وابسط وجهك، وافرش لهم جناحك، وأدنهم من مجلسك، فإنهم بقية ثقة أمير المؤمنين ~، وسر بهم على شط الفرات حتى تقطع بهم الفرات، ثم إلى مسكن، ثم امض حتى تستقبل معاوية، فإن أنت لقيته فاحبسه حتى آتيك فإني في أثرك وشيكا، وليكن خبرك عندي في كل يوم، وشاور هذين يعني قيس بن سعد، وسعيد بن قيس، فإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك، فإن فعل


(١) في (أ): بدون: ما.

(٢) في (ج): أتوا.