الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #

صفحة 176 - الجزء 1

  إلى الأرض، فوثب عبد الله بن الخضل الطائي فنزع المعول من يده فخضخضه⁣(⁣١) به، وأكب ظبيان بن عمارة عليه فقطع أنفه، ثم أخذوا له الآجر فشدخوا وجهه ورأسه حتى قتلوه.

  وحمل الحسن على سرير إلى المدائن، وبها سعد بن مسعود الثقفي وال عليها من قبله، وكان علي # ولّاه فأقرّه الحسن #، قال: ثم إن معاوية وافى حتى أتى قرية يقال لها: الجنوبية بمسكن، وأقبل عبيد الله بن العباس حتى نزل بإزائه، فلما كان من غد وجّه معاوية بخيله إليهم، فخرج إليهم عبيد الله بن العباس فيمن معه فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم، فلما كان الليل أرسل معاوية لعنه الله إلى عبيد الله بن العباس أن الحسن راسلني في الصلح، وهو مسلّم الأمر إليّ، فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا، وإلا دخلت وأنت تابع، ولك إن جئتني الآن أعطيتك مائة ألف درهم يعجّل لك في هذا الوقت نصفها، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر، فانسلّ عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده.

  وأصبح الناس ينتظرون أن يخرج فيصلي بهم فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه، فصلى بهم قيس بن سعد، ثم خطبهم فقال: أيها الناس، لا يهولنّكم ولا يعظمنّ⁣(⁣٢) عليكم ما صنع هذا الرجل، الوله⁣(⁣٣) الوزغ، إنّ هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط، إنّ أباه عمّ الرسول ÷ خرج يقاتله ببدر، وأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فأتى به رسول الله ÷ فأخذ فداه فقسّمه بين المسلمين، وإن أخاه ولّاه علي أمير المؤمنين # على البصرة، فسرق مال الله ومال المسلمين واشترى به الجواري، وزعم أن ذلك له حلال، وإن هذا أيضا ولّاه علي # اليمن، فهرب من بسر بن أرطأة وترك ولديه حتى قتلا، وصنع الآن هذا الذي صنع.


(١) في (ج): فخضضه.

(٢) ساقطة من (أ).

(٣) الوله: الذاهب العقل