الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #

صفحة 178 - الجزء 1

  فدعواه إليه، وزهّداه في الأمر، وأعطياه ما شرط له معاوية، وأن لا يتبع أحد بما مضى، ولا ينال أحد من شيعة علي # بمكروه، ولا يذكر علي # إلا بخير، وأشياء اشترطها فأجابه الحسن # إلى ذلك.

  قال أبو الفرج: وسار معه حتى نزل النخيلة، وجمع الناس بها فخطبهم قبل أن يدخلوا الكوفة خطبة طويلة لم ينقلها أحد من الرواة تامة، وجاءت مقطعة في الحديث، وسنذكر ما انتهى إلينا من ذلك، فروى بإسناده عن الشعبي قال: خطب معاوية حين بويع له فقال: ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها، ثم إنه انتبه فندم فقال: إلا هذه الأمة فإنها فإنها.

  وروى بإسناده عن أبي إسحاق قال: سمعت معاوية بالنخيلة يقول: ألا إن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين لا أفي به. قال أبو إسحاق:

  وكان والله غدارا. وروى بإسناده عن سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة يوم الجمعة الضحى ثم خطبنا فقال: وإني والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتحجّوا ولا لتزكّوا، إنكم لتفعلون ذلك، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمرّ عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون، قال شريك في حديثه: هذا هو التهتك.

  وروى بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت قال: لما بويع معاوية خطب فذكر عليّا # فنال منه، ونال من الحسن فقام الحسين ليردّ عليه فأخذ الحسن بيده، فأجلسه ثم قام وقال أيها الذاكر عليا أنا الحسن وأبي علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وأمي فاطمة، وأمك هند، وجدي رسول الله، وجدك حرب، وجدتي خديجة، وجدتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكرا، وألأمنا حسبا، وشرنا قدما، وأقدمنا كفرا ونفاقا، فقال طوائف من أهل المسجد: آمين. قال: فضل، قال يحيى بن معين: ونحن نقول آمين، قال أبو عبيد: ونحن أيضا نقول آمين، قال:

  فدخل معاوية الكوفة بعد فراغه من خطبته بالنخيلة بين يديه خالد بن عرفطة،