ذكر بيعته #
  ومعه رجل يقال له: حبيب بن حمار يحمل رايته حتى دخل الكوفة وصار إلى المسجد فدخله من باب الغيل واجتمع الناس إليه.
  قال الشيخ أبو الفرج: ولما تم الصلح بين الحسن ومعاوية أرسل إلى قيس بن سعد بن عبادة يدعوه إلى البيعة فأتي به، قال: وكان رجلا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه يخطان الأرض، وما في وجهه طاقة شعر، وكان يسمى خصي الأنصار، فلما أرادوا أن يدخلوه إليه قال: إني قد حلفت أني لا ألقاه إلا وبني وبينه الرمح، أو السيف، فأمر معاوية برمح أو سيف، فوضع بينه وبينه ليبر في يمينه. وروى الشيخ أبو الفرج بإسناد آخر قال: فأقبل على الحسن فقال: أنا في حلّ من بيعتك قال: نعم، فألقي لقيس كرسي وجلس عليه، وجلس معاوية على سريره فقال له معاوية: أتبايع؟ قال: نعم، فوضع يده على فخذه، ولم يمدها إلى معاوية، فحنى معاوية على سريره، وأكب على قيس حتى مسح على يده، فما رفع قيس إليه يده.
  وروى بإسناده أن معاوية أمر الحسن أن يخطب لمّا سلّم إليه الأمر، وظن أنه سيحصر، فقال في خطبته: إنما الخليفة من سار بكتاب الله وسنة نبيه ÷ وليس الخليفة من سار بالجور، ذلك ملك ملك ملكا يمتّع فيه قليلا، ثم تنقطع لذته، وتبقى تبعته، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين، قال: وانصرف الحسن # إلى المدينة فأقام بها.
  وروينا بالإسناد إلى السيد الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الحسني الجرجاني #، رواه بإسناده عن الشعبي قال: شهدت الحسن بن علي بالنخيلة حين صالحه معاوية فقال له معاوية: إن كان ذا فقم فتكلم، فأخبر الناس أنك قد سلّمت هذا الأمر، وربما قال سفيان: أخبر الناس بهذا الأمر الذي تركته لي. فقام فخطب على المنبر فحمد الله وأثنى عليه. قال الشعبي: وأنا أسمع، فقال:
  أما بعد: إن أكيس الكيس التقى، وإن أحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي