ذكر طرف من مناقبه #:
  وجفت وكسرتها الرياح والأمطار بعد ذلك، فذهبت واندرس أصلها. قال محمد ابن سهل - وهو من رواة الحديث: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول ÷ فحدثته بهذا الحديث، فقال حدثني أبي عن جده عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجرة، وأكلت من ثمرها على عهد أمير المؤمنين علي #، قال دعبل: فقلت قصيدتي:
  زر خير قبر بالعراق يزار ... واعص الحمار فمن نهاك حمار
  لم لا أزورك يا حسين لك الفدا ... نفسي ومن عطفت عليه يزار
  ولك المودّة في قلوب ذوي النهى ... وعلى عدوّك مقتة ودمار(١)
  وروينا عن علي # عن النبي ÷ أنه قال: «إذا كان يوم القيامة كنت وولداك على خيل بلق، متوّجين بالدر والياقوت، فيأمر الله تعالى بكم إلى الجنة والناس ينظرون»(٢).
  وروينا عنه ÷ أنه قال: «حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط»(٣).
  وروينا بالإسناد عن عمرو بن مسعدة قال: دخلت على المأمون وبين يديه كتاب ينظر فيه، وعيناه تجريان بالدموع، قال عمرو: فقلت: يا أمير المؤمنين ما في هذا الكتاب الذي أبكاك لا أبكى الله عينك؟ قال: يا عمرو، هذا مقتل أمير المؤمنين علي، والحسين بن علي ª. فقلت: يا أمير المؤمنين إن الخاصة والعامة قد كثرت في أمرهما، فما يقول أمير المؤمنين في أهل الكساء؟
  قال: فتنفس الصعداء، ثم قال: هيه يا عمرو، هم والله آل الله، وعترة المرسل
(١) الديوان ١١٥، وأمالي أبي طالب ٣١.
(٢) الجامع الكبير المخطوط ٢/ ٢٠٦، وذخائر العقبى ١٣٥.
(٣) ابن ماجة رقم ١٤٤، والطبراني في الكبير رقم ٢٥٨٩، ورقم ٧٠٢، وصحيح ابن حبان رقم ٦٩٧١، والمستدرك رقم ٤٨٣٠، ومسند الإمام أحمد بن حنبل ١٤٥٩٧.