ذكر طرف من مناقبه #:
  الأوّاه - يعني إبراهيم #، وسفينة النجاة، وبدور(١) ظلام الدجى، وبحور بغاة الندى، وغيث كل الورى، وأشبال ليث الدين، ومبيد المشركين، وقاصم المعتدين، وأمير المؤمنين، وأخي رسول رب العالمين، ~ وعليهم أجمعين، هم والله المعلنو التقى، والمسرّو الهدى، والمعلمو الجدوى، والناكبون عن الرّدى، لا لحظ ولا جحظ، ولا فظظ غلظ، وفي كل موطن يقظ، هامات هامات، وسادات سادات، غيوث جارات، وليوث غابات، أولو الأحساب الوافرة، والوجوه الزاهرة(٢) الناضرة، ما في عودهم خور، ولا في زندهم قصر، ولا في صفوهم كدر، ثم ذكر الحسن والحسين @، فهمل منه دمع العين، في حلبة الخدين، كفيض الغرتين، ونظم السمطين(٣)، وهي من القرطين، ثم قال: هما والله كبدري دجى، وشمسي ضحى، وسيفي لقاء، ورمحي لواء، وطودي حجّى، وكهفي تقى، وبحري ندى، وهما ريحانتا رسول الله ÷، وثمرتا فؤاده، والناصرا دين الله تعالى، ولدا بين التحريم والتحليل، ودرجا بين التأويل والتنزيل، رضيعا لبان الدين والإيمان، والفقه والبرهان، وحكمة الرحمن، سيدا شباب أهل الجنة، ولدتهما البتول الصادقة بنت خير الشباب والكهول، وسمّاهما الجليل، ورباهما الرسول، وناغاهما جبريل، فهل لهؤلاء من عديل؟ بررة أتقياء، ورثة الأنبياء، وخزنة الأوصياء، قتلهم الأدعياء وخذلتهم الأشقياء، ولم ترعو الأمة من قتل الأئمة، ولم تحفظ الحرمة، ولم تحذر النقمة، ويل لها ما ذا أتت! بسخط من تعرّضت! في رضى من سعت! طلبت دنيا قليل عظيمها، حقير جسيمها، ورد المعاد أغفلت، إذا الجنة أزلفت، وإذا الجحيم سعرت، وإذا القبور بعثرت، ولحسابها جمعت، ويل لها ما ذا
(١) في (أ): وبدر.
(٢) في (ج): ساقطة الزاهرة.
(٣) في (أ): السبطين وأظنه تصحيف.