ذكر بيعته ومدة ظهوره #
  وطغيانه أن اتخذ لنفسه بيتا وبوّبه بالذهب - يعني: أبا الدوانيق، ثم بالغ في ذمّه، ولما حضرت الصلاة صلى وبايعه الناس طوعا إلا شرذمة، وهرب رباح بن عثمان المري عامل أبي جعفر على المدينة وصعد سطح دار مروان، وأمر بهدم الدرجة، فصعد إليه من أخذه من هناك، فسأله عن موسى #، فقال: قد أنفذته إلى أبي جعفر، فبعث جماعة من الفرسان خلفه حتى ردوه، ثم خرج # إلى مكة فبويع هناك، ووجّه أخاه إبراهيم # إلى البصرة، وعاد من مكة إلى المدينة، وكان شعاره: أحد أحد.
  قال السيد أبو طالب #(١): وروي عن حسين بن زيد بن علي $، قال: شهد مع محمد بن عبد الله من ولد الحسين أربعة: أنا وأخي عيسى وموسى وعبد الله ابنا جعفر بن محمد الباقر.
  وروى أن أوّل قتيل من المسودة اشترك في قتله بين يديه # موسى وعبد الله ابنا جعفر بن محمد #، وكانا حاضرين معه في جميع جهاده، حتى قتل وأعطياه بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تبارك وتعالى بذلك، واستأذنه أبو عبد الله جعفر بن محمد @، لسنّه وضعفه في الرجوع إلى منزله بعد أن خرج معه فأذن له، وكانت رايته مع الأفطس الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، وخرج معه المنذر بن محمد بن المنذر ابن عبد الله بن الزبير، وابن أبي ذؤيب، وابن عجلان، وخرج معه مصعب بن عبد الله بن الزبير، وابنه عبد الله بن مصعب، وأبو بكر بن أبي سبرة - الفقيه الذي يروي عنه الواقدي، وقد كان عمرو بن عبيد ونفر من أعيان المتكلمين من معتزلة البصرة اختبروه ووقفوا على غزارة علمه ودعائه إلى القول بالعدل فبايعوه، ومن الناس من أنكر أن يكون عمرو بايعه والصحيح هو الأول، ذكره السيد أبو طالب #(٢).
(١) الإفادة: ٥٤.
(٢) الإفادة ٥٨. والأصفهاني في المقاتل ٢٩٣ - ٢٩٤.