الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # والسبب في قيامه:

صفحة 322 - الجزء 1

  مكة؟ فوجّه الحسين إلى حسن بن محمد فقال له: يا ابن عم، قد بلغك ما كان بيني وبين هذا الفاسق، فامض حيث أحببت، فقال له الحسن: لا والله يا ابن عم، بل أجيء معك الساعة حتى أضع يدي في يده، فقال الحسين: ما كان الله ليطلع عليّ وأنا جاء إلى محمد ÷ وهو خصيمي وحجيجي في دمك، ولكني أقيك بنفسي لعلّ الله أن يقيني من النار.

  فجاءه يحيى وسليمان وإدريس بنو عبد الله بن الحسن، وعبد الله بن الحسن الأفطس، وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا، وعمر بن الحسن بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن الحسن، وعبد الله بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، ووجّهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم، فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي # وعشرة من الحاج، ونفر من الموالي، فلما أذّن المؤذن الصبح دخلوا المسجد ثم نادوا (أحد ... أحد). وصعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي ÷ عند موضع الجنائز فقال للمؤذن: أذّن (حي على خير العمل) فلما نظر السيف في يده أذّن بها، وسمعه العمري فأحس بالشر ودهش، وصاح: أغلقوا⁣(⁣١) البغلة بالباب، وأطعموني حبتي ماء، قال علي بن إبراهيم في حديثه⁣(⁣٢): فولده إلى الآن يعرفون ببني حبتي ماء. قالوا: ثم اقتحم إلى دار عمر بن الخطاب، وخرج في الزقاق المعروف بزقاق عاصم بن عمر⁣(⁣٣)، ثم مضى هاربا على وجهه يسعى حتى نجا، وصلى الحسين بالناس الصبح، ودعا بالشهود العدول الذين كان العمري أشهدهم عليه أن يأتي بالحسن إليه، ودعا بالحسن وقال للشهود: هذا حسن قد جئت به فهاتوا العمري وإلا قد خرجت من يميني وما عليّ.


(١) في (أ): غلقوا.

(٢) في (أ): لا توجد: في حديثه.

(٣) في (أ): بدون: بن عمر.