الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من أخباره وبيعته #:

صفحة 337 - الجزء 1

  الفرات، وهو مبذول لسائر السباع، وأعطشوه وأعطشوا أهله وقتلوهم ظما، يناشدونهم فلا يجابون، ويستعطفونهم فلا يرحمون، ثم تهادوا رأسه إلى يزيد الخمور والفجور تقربا إليه، فبعدا للقوم الظالمين!.

  ثم توجهت جماعة من أهل العلم والفضل إلى سجستان في جيش، فتذاكروا ما حل بهم من ابن مروان فخلعوه وبايعوا الحسن بن الحسن ورأسوا عليهم ابن الأشعث إلى أن يأتيهم أمره، وكان رأسهم غير طائل ولا رشيد، نصب العداوة للحسن قبل موافاته، فتفرقت عند ذلك كلمتهم وفلّ حدهم، فمزّقوا كل ممزّق، فلما هزم جيش الطواويس احتالوا بجدي الحسن بن الحسن فمضى مسموما يتحسّى الحسرة، ويتجرّع الغيظ رضوان الله عليه، حتى إذا ظهر الفساد في البر والبحر شرى زيد بن علي @ لله نفسه، فما لبث أن قتل ثم صلب ثم أحرق فأكرم بمصرعه مصرعا. ثم ما كان إلا طلوع ابنه يحيى # ثائرا بخراسان فقضى نحبه وقد أعذر رضوان الله عليهما، وقد كان أخي محمد بن عبد الله دعا قبل زيد وابنه @ فكان أول من أجابه، وسارع إليه جدك محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس وإخوته وأولاده، فخرج ابن عمه يقوم بدعوته، حتى خدع بالدعاء إليه طوائف، ومعلوم عند الأمة أنكم كنتم لنا تدعون، وإلينا ترجعون، وقد أخذ الله عليكم منكم ميثاقا لنا، وأخذنا عليكم ميثاقا لمهديّنا محمد بن عبد الله النفس الزكية الخائفة التقية المرضية، فنكثتم عند ذلك، وادعيتم من إرث الخلافة ما لم تكونوا تدّعونه قديما ولا حديثا، ولا ادّعاه أحد لكم من الأمة إلا تقوّلا كاذبا، فها أنتم الآن تبغون دين الله عوجا، وذرية رسول الله ÷ قتلا واجتياحا، والآمرين بالمعروف صلبا واستباحا، فمتى ترجعون، وأنى تؤفكون؟ أو لم يكن لكم خاصة وللأمة عامة في محمد بن عبد الله فضلا، إذ لا فضل يعدل فضله في الناس، ولا زهد يشبه زهده، حتى ما يتراجع فيه اثنان، ولا يترادّ فيه