أولاده #:
  بالمأموني - رجل من أهل باذغيس - وكان على البصرة، فقاتلوه فهزموا عسكره، وحرق زيد بن موسى دور بني العباس بالبصرة، فلقّب لذلك زيد النار، وفي هزيمتهم يقول دعبل بن علي في إسماعيل بن علي بن سليمان بن علي:
  لقد خلّف الأهواز من خلف ظهره ... وزيد وراء الرأب من أرض كسكر
  يهوّل إسماعيل بالبيض والقنا ... وقد فرّ من زيد بن موسى بن جعفر(١)
  وتواترت الكتب على محمد بن محمد بالفتوح من كل ناحية، وكتب إليه أهل الشام والجزيرة أنهم ينتظرونه أن يوجّه إليهم رسولا يسمعون له ويطيعون وعظم أمر أبي السرايا على الحسن بن سهل فكتب إلى هرثمة بن أعين يأمره بالقدوم عليه، وكانت بينه وبينه شحناء، ودعا بالسندي بن شاهك فسأله اللحاق به، وسأله التعجيل وترك التلوّم، وكانت بين الحسن بن سهل وبين هرثمة شحناء فخشي أن لا يجيبه إلى ما يريد ففعل ذلك السندي ومضى إلى هرثمة فلحقه بحلوان فأوصل إليه الكتاب، فلما قرأه تغيظ وقال: نوطئ لهم نحن الخلافة، ونمهد لهم أكنافها ثم يستبدون بالأمور، ويستأثرون بالتدبير علينا، فإذا انفتق عليهم فتق بسوء تدبيرهم وإضاعتهم الأمور أرادوا أن يصلحوه بنا، لا والله ولا كرامة حتى يعرف أمير المؤمنين سوء آثارهم، وقبيح أفعالهم.
  قال السندي: وباعدني مباعدة آيسني منها من نفسه، فبينما أنا كذلك إذ جاءه كتاب من منصور بن المهدي فقرأه، وجعل يبكي بكاء طويلا، ثم قال: فعل الله بالحسن بن سهل وصنع فإنه عرّض هذه الدولة للذهاب، وأفسد ما صلح منها، ثم أمر فضرب الطبل، وانفكأ راجعا إلى بغداد وأتى منزله.
  وأتى الحسن بن سهل بدواوين الجيش فنقلت إليه، ليختار الرجال منها وينتخبهم، وأطلق له بيوت الأموال فانتخب من أراد، وأزاح العلة في الأعطيات
(١) في ديوان دعبل بن علي يهجو إسماعيل بن جعفر بن سليمان العباسي، وفيها:
وعاينته في يوم خلّى حريمه ... فيا قبحها منه ويا حسن منظر