الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

أولاده #:

صفحة 374 - الجزء 1

  والنفقات، وخرج إلى الياسرية فعسكر بها فكان في نحو من ثلاثين ألف فارس وراجل، ثم نادى بالرحيل إلى الكوفة، فرحل الناس وأبو السرايا بالقصر، ثم عسكر هرثمة في شرقي صرصر، وعسكر أبو السرايا في غربيه، ووجه الحسن بن سهل إلى المدائن علي بن أبي سعيد⁣(⁣١) وحماد التركي وجماعة، فقاتلوا محمد بن إسماعيل الأرقط بن علي بن الحسين، وكان قد عقد لهم أبو السرايا على البلد واستولى عليها، فهزموه واستولوا عليها ومضى أبو السرايا من فوره بالليل ولم يعلم هرثمة، - وكان جسر صرصر مقطوعا بينهما - يريد المدائن، فوجد أصحابه قد أخرجوا منها واستولى عليها المسودة فكانت بينهم مناوشة، وقتل غلامه أبو الهرماس أصابه حجر عرّادة فدفنه بها ومضى نحو القصر، فلما صار بالرحب سار هرثمة إليه فلحقه هناك فقاتله قتالا شديدا فهزم أبو السرايا وقتل أخوه ومضى لوجهه حتى نزل الجارية، وأتبعه هرثمة وأجمع رأيه على سد الفرات عليهم ومنعهم الماء، وصبّه في الآجام والمغائط التي في شرقي الكوفة، ففعل ذلك وانقطع الماء من الفرات، فتعاظم ذلك الكوفيون وسقط في أيديهم، وأزمعوا معاجلتهم فبينما هم كذلك إذا انبثق السكر الذي سكّروه، وأقبل الماء يجر الخشب فكبروا وحمدوا الله كثيرا وسروا بما وهب الله لهم من الكفاية، ثم إن هرثمة نهد إلى الكوفة مما يلي الرصافة، وخرج أبو السرايا إليه في الناس فعبأهم، وجعل على الميمنة الحسن بن هذيل، وعلى الميسرة جرير بن الحصين، ووقف في القلب، وعبأ هرثمة خيلا نحو البر فبعث أبو السرايا عدتهم يسيرون بإزائهم لئلا يكونوا كمينا، ثم إن أبا السرايا حمل حملة فيمن معه فانهزم أصحاب هرثمة هزيمة رقيقة، ثم عطفوا وجوه دوابهم فانهزموا، فنادى أبو السرايا: لا تتبعوهم فإنها خديعة ومكر فوقفوا وتبعهم أبو كتلة فأنفذ، ثم رجع فأعلم أبا السرايا أنهم عبروا الفرات، فرجع بالناس إلى الكوفة، ثم خرج في يوم الاثنين لسبع خلون من ذي القعدة،


(١) في (أ): علي بن سعيد.