الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل: [في فضل أهل البيت]

صفحة 23 - الجزء 1

  وروينا بالإسناد من غير السفينة عن النبي ÷ أنه قال: «رأيت على باب العرش مكتوبا بالذهب لا بماء الذهب لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على باغضهم لعنة اللّه»⁣(⁣١).

  وبالإسناد إلى الحاكم رضى اللّه عنه قال: حدّث زيد بن علي @ قال:

  مطر الناس بالمدينة مطرا جودا⁣(⁣٢) فخرج النبي ÷ إلى ناحية المدينة، وقال لفاطمة & إن جاء زوجك وابناك فابعثيهم إليّ، فبينا رسول الله ÷ ثمّ، إذ أتاه علي # فسلّم، فرد النبي ÷ #، ثم أخذ بيده وأجلسه عن يمينه، ثم أقبل الحسن والحسين فسلّما عليه فرد السلام وأجلسهما، فبينما هم جلوس إذ هبط جبريل # معه جام من ذهب مجلل مكلل، عليه منديل من نور، فقال: يا محمد إن ربك ø يقرئك السلام، وأحب أن يعجل لك شيئا من فاكهة الجنة، فأخذه النبي ÷ فلما صار الجام في يده قال الجام: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم دفعه إلى علي # فقال: مثل ذلك، ثم دفعه إلى الحسن ثم إلى الحسين فقال: مثل ذلك.

  وروى الحاكم | في كتاب السفينة من كتاب الفتوح لابن أعثم⁣(⁣٣) عن ابن عباس رضى اللّه عنه أن رسول اللّه ÷ رجع من سفر له وهو متغير اللون. فخطب خطبة بليغة وهو يبكي، ثم قال: أيها الناس: إني قد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وإني أنتظرهما، ألا وإني أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض، ألا وإنه سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة: راية سوداء فتقف، فأقول: من أنتم؟ فينسون ذكري،


(١) شمس الأخبار ١/ ١٢١.

(٢) لجود: المطر الغزير. القاموس ٣٥١.

(٣). ٤/ ٣٢٥، وابن أعثم: اختلف في اسمه فقيل: لوط بن أحمد بن محمد بن أعثم، وقيل:

أحمد بن محمد بن أعثم، وهو مؤرخ كوفي، ت ٣١٤ هـ. الأعلام ١/ ٢٠٦، والذريعة ١٦/ ١١٩.