الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مدة ظهوره ونبذ من سيرته ووقت موته وموضع قبره #:

صفحة 97 - الجزء 2

  من المسلمين: يا معشر القرامطة، أنتم تزعمون أنكم شيعة لآل محمد ÷، وأنكم لهم أنصار، فما بالكم قابلتموهم بجيوشكم للقتال وإراقة الدماء؟، وإنما تخدعون بذلك العوام والطغام، وأنتم أعداء محمد وآل محمد عليه و $، وإني أدعو دعوة وأبتهل إلى الله ø في قبولها وفيها لكم نصفه، والله ø أرضى للرضي وأسخط للسخط.

  وأنا أقول: اللّهم بعزتك وسلطانك وامتنانك، وتكرمتك للإسلام، وتشريفك لآل محمد ÷، من كان منّا ومنكم مبغضا لمحمد وآل محمد فأهلكه اليوم، وعجل نقمته، واسفك دمه، واهزم جمعه، ومن كان منّا ومنكم محبّا لمحمد وآل محمد، وقائما معهم بالحق، فانصره وعجل نصرته، وأظهر حجته، وأحقن دمه وثبت قدمه، فقال القرامطة بأصوات عالية: آمين.. آمين..

  وأمّن أصحابنا، وصاحت القرامطة: اللّهم انصر أحب الفئتين إليك في يومنا هذا، (فأمّن أصحابنا وأمّنت القرامطة)⁣(⁣١)، ثم قامت الحرب على ساق، وسالت عن إرعاد وإبراق، فاقتتل الناس حتى زالت الشمس، وطلع إبراهيم بن⁣(⁣٢) المحسن ¥ وكان ردفا لأصحابه، فاقتلعوا مضارب القوم ودخلوا معسكرهم، وانكشفت القرامطة منهزمين لا يلوي أحد منهم على أحد، وسيوف المحقين تقطف منهم الهامات حتى قتل منهم بشر عظيم، وهم في هزيمة فاضحة حتى تعلقوا بجبال المصانع، وأفلت عبد الحميد القرمطي والرماح في قفاه، وكان تحته فرس جواد نجا عليها بعد أن كان قد دنا عطبه، وتغنم الناس من السلاح والدواب ما يكثر ويعظم، وانصرفوا عنه وإنّ مضارب القرامطة لخرق في أيديهم على ما حرّض عليه شعيب بن محمد السبيعي، وقال عبد الله بن أحمد التميمي أرجوزة أولها: عوجا خليلي أوان الموسم ...


(١) في (أ): ساقط ما بين القوسين.

(٢) في (أ) بزيادة: المنذر.