الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مدة ظهوره ونبذ من سيرته ووقت موته وموضع قبره #:

صفحة 98 - الجزء 2

  وخرج إلى ذكر الوقعة فقال:

  القرمطي بالضلال المجرم ... عبد الحميد بالفعال المؤثم⁣(⁣١)

  إذ فر لا يقصر عن حلملم ... وخلّف الدعاة لحم الوضم

  إياك يا ابن محسن لم أعدم ... من خضرم سلالة لخضرم

  وسيد لسيد معمم ... وملك لملك غشمشم

  وباذخ لباذخ عرمرم ... ومقول لمقول لم يخصم

  وصمد لصمد لم يرغم ... وماجد لماجد لم يبرم

  من معدن أركانه لم تهدم ... يلقى الوفود غير كأبي المبسم

  بغرة مشكورة لم تذمم ... فأنت نور في الظلام الأقتم

  واستقر عبد الحميد في حلملم، وتبدد عسكره وانحل نظام جمعه، وأقام

  المسلمون ... في جبلهم يوم الأربعاء بقصر الحمدي.

  فلما كان يوم الخميس كتبوا إلى الناصر لدين الله # يعلمونه بما كان من الفتح المبين، وأمروا بأخماس الغنائم، وجماعة من رؤوس القتلى، وعاد كل من القواد إلى مركزه وموضعه، فعاد جواب الناصر # يحرضهم على جهاد القرامطة وقصدهم إلى أوطانهم، فاجتمع القواد على النهوض في النصف من شهر رمضان، والتقوا إلى الخيرة في يوم الثلاثاء، فوقفوا الثلاثاء والأربعاء ونهضوا يوم الخميس إلي حلملم، فنجا عبد الحميد منهزما إلى جبل يعرف (بأحضاض)، وخلف في حلملم رجلا من أصحابه، فقصدهم عبد الله بن محمد السعدي في عسكره، فلما أيقن به من في حلملم ولّوا هاربين إلى جبل (موتك)، وهو المعروف الآن بميتك، فدخل السعدي حلملم فأحرقها بالنار، واستولى على ما فيها من الطعام، وطلع عبد الحميد إلى جبل (مدع)، ثم نهض


(١) في (أ): ذي الضلال، ذي الفعال.