الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ونبذ من سيرته ومبلغ عمره وموضع قبره #

صفحة 144 - الجزء 2

  بكر، فقال: مثل عليّ كمثل كوز جديد لم يمسه شيء، ومثل أبي بكر مثل كوز كان فيه خمر ودم وأنجاس وأقذار ثم غسل غسلا نظيفا، وذلك لأن عليّا # لم يشرك بالله طرفة عين، وأبو بكر كان مشركا أربعين سنة، وإن برئ من الكفر وطهر من الشرك، فغاظ النواصب هذا المثل لوقوف العامة عليه، وكان في البلد متفقه لم يكن له عند العامة سوق يكنى بأبي إسحاق الصفار، فلما بلغه هذا الحديث غدا من مسجده حافيا حاسرا يخرق بجوف البلد إلى دار العامل المعروف بابن سيف، وتبعته العوام على عادة الطبرية، وعاجوا وجلبوا على باب العامل، وتوصلوا بذلك إلى طرد الشيخ أبي القاسم البستي، فأخرجه ابن سيف قسرا بعد ثلاثة أيام وقد فتن البلد وانعقد للصفاري سوق عند العامة ودامت الفتنة في البلد، وكانوا يقصدون مشهد الناصر #، واستعان الأشراف بجماعة من الجيل كانوا يحضرون المشهد ويذبون عنه ويحامون دونه، وقتلوا جماعة من العوام، وقتل من الجيل واحد، ودامت الفتنة واستحكمت الوحشة، ولم يتمكنوا من إحراق المشهد حتى استعان أهل البلد بمشبهة الرساتيق من ناحية إرمبراه⁣(⁣١) من ناحية أهلم، وكان رئيسهم أبو القاسم دابويه، وخاف أبو أحمد الناصر⁣(⁣٢) - رئيس الأشراف - على ماله وداره، فراسل سكان المشهد، وأمرهم بمفارقته وتسليمه من القوم ففعلوا، فقصده القوم وأشعلوا فيه النّار وأحرقوه عن آخره ونقضوا المنارة والسور، ثم قصدوا بعد ذلك دار أبي الحسن⁣(⁣٣) الناصر وأحرقوها، ثم هدموا مسجدا للشيعة في سكة حازم. ثم حضر الصفاري وخرب المسجد المعروف بزيدكيا العلوي في بقعة تدعى آش ربه، واستمرت الفتنة وهاج الجيل بجيلان يهتجمون ويصولون،


(١) في (أ) وسيرة الإمام المؤيد: إرم براه.

(٢) في (أ): أحمد الناصر القاسم.

(٣) في (أ): الحسين.