الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 39 - الجزء 1

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

  اعلم أن التشاغل بمناقبه يخرجنا عن الغرض المقصود، ومناقبه # أشهر من النّهار لذوي الأبصار، وإنما نذكر اليسير على وجه الرعاية لحقّه # إذ كنا قد روينا عن النبي ÷ أنه قال: «ذكر عليّ عبادة»⁣(⁣١).

  وقالت عائشة ^: «زينوا مجالسكم بذكر عليّ #»⁣(⁣٢).

  فمن ذلك ما روينا بالإسناد الموثوق به إلى النبي ÷ أنه لما قدم علي بن أبي طالب # بعد فتح خيبر قال: «يا علي لولا أن تقول طائفة من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملإ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت رجليك، وفضل طهورك يستشفون بهما⁣(⁣٣)، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمتي، وتستر عورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غدا في الآخرة أقرب الخلق مني، وأنت على الحوض خليفتي، وإن شيعتك على منابر من نور، مبيّضة وجوههم حولي أشفع لهم، ويكونون في الجنة جيراني، لأن حربك حربي، وسلمك سلمي، وسريرتك سريرتي، وإن ولدك ولدي، وأنت تقضي ديني، وأنت تنجز وعدي، وإن الحق على لسانك وفي قلبك ومعك وبين يديك ونصب عينيك، الإيمان مخالط للحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي، لا يرد عليّ الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محبّ لك، فخرّ عليّ # ساجدا وقال:

  الحمد لله الذي منّ عليّ بالإسلام، وعلمني القرآن، وحببني إلى خير البرية، وأعزّ الخليقة، وأكرم أهل السماوات والأرض على ربه، خاتم النبيين وسيد


(١) مناقب المغازلي ١٩٥، والفردوس ٢/ ٢٤٤ برقم ٣١٥١ عن عائشة، وكنز العمال ١١/ ٦٠١ رقم ٣٢٨٩٤، ومناقب آل أبي طالب ٣/ ٢٣٤.

(٢) مناقب المغازلي ١٩٩.

(٣) مجمع الزوائد ٩/ ١٣١، والطبراني في الكبير ١/ ٣٢٠ رقم ٩٥١.