الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 257 - الجزء 2

  للقراءة إلى الشيخ العالم حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص رضوان الله عليه، وكان عالم الزيدية في عصره، والمبرز على أبناء دهره، وإليه انتهت رئاسة أصحاب القاضي شمس الدين قدس اللّه روحه، فوقف عنده ¥ فقرأ في الأصوليين حتى فاق الأقران وتقدم الكهول والشبان.

  وحكى لي # أنه كان يكتب في لوح عشرا في أصول الدين في جانب وفي جانب آخر عشرا في أصول الفقه قال: وقرأت هذه ثلاثة أشراف وحفظتها وهذا ثلاثة أشراف وحفظتها⁣(⁣١) فجمع بين القراءة في فنين وصنف # في أصول الدين قبل بلوغ العشرين من مولده، وكان من محاسن تصانيفه في حال صباه ودراسته عند شيخه حسام الدين قدس اللّه روحه كتاب «الجوهرة الشفافة» وهو جواب رسالة أنشأها رجل من أهل مصر، ووسمها «بالرسالة الطوافة إلى العلماء كافة» تشتمل على مسائل في الأصول، بألفاظ يغلب على كثير منها: التعقيد والتقعير، وهي نيف وأربعون مسألة، وموردها أشعري متفلسف، فطافت على كثير من البلدان، فما تصدى عالم لجوابها، ولا رام فتح بابها حتى انتهت إلى الشيخ المقدم ذكره، لأنه كان في علم الكلام شمسا مشرقة على الأنام، وحبرا من أحبار الإسلام، فأمر ¥ الإمام أن يجيب عنها، فأجاب # بأحسن جواب وأوضح خطاب، مع الإيجاز في الألفاظ والاستيفاء للمعاني، فجاءت حالية الجيد، محاكية للعقد الفريد.

  وقال # فيها بعد حمد اللّه تعالى والثناء عليه، والصلاة على محمد ÷: فإن الرسالة الطوافة انتهت إلينا إلى أرض اليمن قاطعة خطامها، حاسرة لثامها، تقطع المجاهل والجهول⁣(⁣٢)، وتصعد معاقل الوعول⁣(⁣٣)، كم واد جزعت،


(١) في (ج): ساقطة: وحفظتها.

(٢) في (ج): الفحول.

(٣) في (أ): ساقطة: الوعول.