الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 50 - الجزء 1

  يقطر دما فقال ÷: اللهم اتحف عليا بتحفة لم تتحف بها أحدا قبله، ولا تتحف بها أحدا بعده، قال: فهبط جبريل على النبي ÷ بأترجّة، فإذا فيها سطران مكتوبان: هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب⁣(⁣١)، وأنشد # في قتل عمرو بن عبد ودّ:

  أعليّ تقتحم الفوارس هكذا ... عني وعنهم أخبروا أصحابي

  اليوم يمنعني الفرار حفيظتي ... ومصمّم في الهام ليس بنابي

  آلى ابن عبد حين شدّ أليّة ... وحلفت فاستمعوا من الكذاب

  أن لا يصد ولا يهلل فالتقى ... رجلان يضطربان أي ضراب

  فصددت حين رأيته متقطرا ... كالجذع بين دكادك وروابي

  وعففت عن أثوابه ولو انني ... كنت المقطّر بزّني أثوابي

  وروينا عن سعيد بن المسيب قال: لقد أصابت عليّا # يوم أحد ست عشرة ضربة، كل ضربة تلزمه الأرض، فما كان يرفعه إلا جبريل #.

  وروينا عن المنتجع بن قارض النهدي أن أباه حدّثه، وكان جاهليا قال:

  شهدت هوازن يوم هوازن، وكنت امرا ندبا يسودني قومي، ولقينا رسول الله ÷، فرأيت في عسكره رجلا لا يلقاه قرن إلا دهدهه، ولا يبرز إليه شجاع إلا أرداه، فصمد له وبرز إليه الجلموز بن قريع، وكان والله ما علمته حوشي القلب، شديد الضرب، فأهوى له الرجل بسيفه، فاختلى قحف رأسه على أم دماغه، فحدت عنه وجعلت أرمقه وهو لا يقصد ركاكة، ولا يؤمّ إلا صناديد الرجال، لا يدنو من رجل إلا قتله، وكانت الدائرة لمحمد ÷ علينا، فأسلمت بعد ذلك، فتعرّفت الرجل، فإذا هو علي بن أبي طالب #، وتالله لقد رأيت زنده فخلته أربع أصابع، وإن أول خنصره كآخر مفصل من مرفقه. وروينا عن عبد الله


(١) كفاية الطالب للكنجي ٧٨.