الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 263 - الجزء 2

  رسول اللّه ÷ بالعصمة وزوال الوصمة، ما كان أحوج أهل الدين الصحيح إلى العمل بالجد والاجتهاد فيما وقع فيه من الباري سبحانه للنص الصريح في إعزاز الدين ومنابذة المعتدين، أصلح شسع النعل، وتأبد عن الإسلام بالحجارة والنبل، وكن ضجيعا للحسام، واصبر صبر الكرام، فإنما هي شهقة وقد أفضيت إلى دار المقام، فإما إلى سعادة دائمة، وإما إلى شقوة لازمة، كم بين الودع والورع، والبازل والفزع⁣(⁣١).

  ومنها قوله #: اتهم نفسك لا إمامك، وتقدم فالصلاة أمامك، لا تضرب وجه الجواد السابق، لتصده عن الغاية فتكون للناس آية، ما أحوج السلاح إلى الحملة، والعلم إلى العملة، يا طالب الدين لا بد من الآلة لا تقوم مقام الدرع الغلالة، انصب وارغب فلا تتعب ولا تتعب، فالدين نهج قويم، وصراط مستقيم، اليمين والشمال مضلة مزلة، والوسطى توصلك بحبوحة الملة، تنيمك في الأظلة، لا بد للمسافر من زاد ومزاد، ولا بد للمقاتل من سلاح وعتاد، انظر لنفسك ولا تقيدها بالوكل، ولا تعللها بليت ولعل، فإن هول المطلع شديد، والشاهد عليك عنيد، إن من التكبير ما يكتب على صاحبه كبيرة، فنسأل اللّه حسن البصيرة، سبح ما استطعت بكلمة أو حركة، ففي القليل مع الاستقامة البركة⁣(⁣٢).

  ومنها قوله #: قليل من العلم يحتاج إلى كثير من العمل فإياك أن ينتظمك المثل (سعيت وحج الجمل) كم بين من شغله علاج دبر جواده ممن همّه التعلل في إيراده.

  لو أن سلمى شهدت مطلي ... تمنح أو تدلج أو تعلي

  إذا لراحت غير ذات دلي


(١) انظر مجموع الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧١ - ١٧٢.

(٢) انظر مجموع الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧٣.