الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 264 - الجزء 2

  الإسلام عند المستحفظين به غض، وأديمه لديهم أبيض نض، وعند سواهم أسود اللون، شاحب الجبين، لا يعرف مع التوسم والتفرس إلا بعد حين، وذلك لأنهم طلبوه في غير مطلبته فلم يتحصنوا بجنته، للعلم أرباب وللدين نصاب، آل محمد أربابه وفيهم نصابه، إن أقدموا فأقدموا مصممين، وإن أحجموا فكونوا محجمين، إن التقدم على الإمام تأخر عن شريف المقام، التأخر عنه دين وشرف، والتقدم عليه شين وسرف⁣(⁣١).

  ومنها قوله #: إن شككت في قضية السبية فابحث عن الحنفية يا ورع يا أورع، أين أنت عن قصة الوصي الأنزع، بالغت⁣(⁣٢) للسنة في نتف الإبطين، وغفلت عن قصة أبي السبطين⁣(⁣٣)، ومنها قوله #: هلك من كذب القطا⁣(⁣٤)، وركب في أمره متن الخطا⁣(⁣٥)، لو ترك القطا لنام فعلق رأسها اللجام.

  ومنها قوله #(⁣٦):

  فقلت لكأس ألجميها فإنما ... حللت الكثيب من زرود لأفرعا

  لا يصلح آخر هذا الدين إلا بما صلح به أوله، تنبيك بأيام الصيف حرملة⁣(⁣٧).

  ومنها قوله #: ما كان أحوجنا من مورد السؤال إلى المعرفة والنصرة بئس السجية التغرب بعد الهجرة، قال الصادق الأمين عليه وعلى آله صلوات


(١) انظر مجموع الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧٣ - ١٧٤.

(٢) في (أ): تابعت.

(٣) انظر مجموع الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧٥.

(٤) القطا: طائر معروف سمي بذلك لثقل مشيه واحدته قطاة، والمثل: «لو ترك القطا لنام» يضرب مثلا لمن يهيج إذا تهيّج. لسان العرب ٣/ ١٢٤.

(٥) في (أ): وأمن في أمره من الخطا.

(٦) هكذا في المخطوطات ولكن رسالته في هذا الموضع متصله فليس لها معنى، انظر مجموع رسائل الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧٥.

(٧) انظر مجموع الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧٥.