الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 265 - الجزء 2

  رب العالمين: «من جهز غازيا أو خلفه في أهله كان له مثل أجره»⁣(⁣١) فما حاله إذا لسنه بملامه، وطعنه بكلامه، وثبط عنه بتشكيكه وإيهامه، وعض كالمتأسف على إبهامه.

  يا خاطر الماء لا معروف عندكم ... لكن أذاكم إلينا رائح غادي

  بتنا غروثا وبات البق يلسعنا ... يشوي الفراخ كأن لاحي في الوادي

  إني لمثلكم في سوء فعلكم ... إن جئتكم أبدا إلا معي زادي

  هذا الشاعر المسكين تأذى من لسع البق والطوى، فما لنا بمثل حاله والبلوى بمثل خلاله⁣(⁣٢).

  ومنها قوله # في صفة هذه الرسالة: فلما تكرر السؤال من الأصحاب، وحق لكل سائل⁣(⁣٣) أن يجاب، أنشأنا هذه الرسالة وسميناها (بالدرة اليتيمة في تبيين أحكام السبي والغنيمة) على أشغال تبلبل البال الساكن، وتلحق المقيم بالظاعن، ثم لم نتمكن فيها من البسط، وإن كان فيها بحمد اللّه ما يغني عن الرحل والحط، اعتراض البرق يدل على الحياء، وإن تعذرت مشاهدة الرباب، وقيل إن السبع المثاني هي أم الكتاب فليتدبرها الإخوان بعين الإنصاف، فلعلها - إن شاء اللّه - تنزل منزلة الألطاف، وتعرف المسترشدين ما عرف أهل الأعراف، ويكون ما فيها كاف شاف⁣(⁣٤).

  ومن كتبه # الأجوبة الكافية بالأدلة الوافية وفيها يقول #:

  إذا غضب الفحل يوم الهياج ... فلا تعذلوه إذا ما هدر

  أنا ابن معيد صدور الجياد ... والدّم منها يحاكي المطر


(١) الترمذي برقم ١٦٢٩، وابن حبان برقم ١٦١٩، والترغيب والترهيب ٢/ ٢٥٤ بلفظ مقارب.

(٢) انظر مجموع الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧٦.

(٣) في (أ): محب.

(٤) انظر مجموع الإمام عبد الله بن حمزة ٢/ ١٧٧.