الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 266 - الجزء 2

  أينكر حقي برجم الظنون ... وهل يكتم الناس ضوء القمر

  فإن سيّرت سيرتي باليقين ... كانت لعمرك خير السير

  ألست الذي شق برد الضلال ... بفكر يشق الحصى والشعر

  وعزم توارثته من عليّ ... وحزم تعلمته من عمر

  لساني كشقشقة الأرحبي ... أو كالحسام اليماني الذكر⁣(⁣١)

  ومنها الأجوبة الرافعة للإشكال والفاتحة للأقفال. ومنها الناصحة المشيرة بترك الاعتراض على السيرة. ومنها كتاب الإيضاح لعجمة الإفصاح، وأكثر هذا فيما يتعلق بباب السير، فقد كان الناس بعد عهدهم بالعلم حتى كثر اعتراضاتهم ففصّل # في هذه الكتب من البراهين على صحة أفعاله ما يبهر العقول ويردع الجهول، ولقد قال # في بعض تصانيفه لما كثر الاقتراح عليه والتعنت، وأن لا يجيب إلا من أقوال الأئمة دون السير فقال: فحمّلنا أيده اللّه ما لا طاقة لنا به، ولم يأت البيت من بابه لأن السيرة النبوية والأعمال الصحابية هي الأصل في الفتاوى الشرعية، أو الأعمال الدينية، فحال هذا المسترشد في سؤاله كحال من يقول لغيره أوصلني إلى بلد كذا وكذا، ولا تسلك بي طريقه. وهل صنف الأئمة $ إلا ما بنوه على كتاب اللّه وسنة رسوله ÷ وأعمال السلف رضوان الله عليهم مجمعين، فيكون أصلا لاحقا بالأصول، أو مفترقين فيكون مذهبا ودينا يفتقر⁣(⁣٢) إلى الترجيح والتعليل، ثم قال #: والذي ذكرنا علم إن لم يوجد فيما مضى من علوم الأئمة $ الحق بها، وحمد اللّه أهل هذا المذهب على ما منّ الله به عليهم واختصهم به من كون الهداة الطيبين فيهم، وسعة علومهم، وتواتر ذلك كذلك مع بقاء التكليف.


(١) ديوان الإمام عبد الله بن حمزة ٣٢.

(٢) في (أ): يرجع.