الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #

صفحة 292 - الجزء 2

  الارتقاء، وليثا لا تهوّله الأهوال، ولا تقوم لصولته الأبطال، وحساما لا تقوم له الجنن، ولا تروّعه الفتن، وعزّاما لا يصاحبه الوسن، وجندلة تدمى منها المحاجم، ويتحاماها المراجم، فاحصدوا رحمكم اللّه ناجم الشرك، وتعاونوا على حصاد أولي الإفك، وسابقوا إلى بيعته، وسارعوا إلى طاعته، تحيوا سعداء، وتموتوا شهداء، فإن عترة نبيكم ÷ هم السادة القادة الذادة، الحماة الأباة الكفاة، وسفن النجاة التي من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى، لله أبوكم من أي نور بعده تقتبسون؟ وبعد كتاب اللّه وسنة نبيه تلتمسون، فمن كان منكم ذا شك وارتياب، متمسكا من الحيرة بأسباب، فها هو في معرض الاعتراض، واقف نفسه لا يعي عن جواب، ولا يكل عن خطاب، عالم بالسنة والكتاب، وهو الجدير بقول جده #:

  دبوا دبيب النمل لا تفوتوا ... وأصبحوا في حربكم وبيتوا

  فإنني قد طال ما عصيت ... قد قلتموا لو جيتنا فجيت

  ليس لكم ما شيتم أو شيت ... بل ما يشاء المحيي المميت

  ثم انتضى الفقيه سيفه وقال:

  ولو لم أكن فيكم خطيبا فإنني ... بسيفي إذا جد الوغى لخطيب

  أخوض به للضرب في كل غمرة ... فأثني به عن تلك وهو خضيب

  ثم تقدم # إلى حصن كوكبان فأقام فيه مدة والأمور منوطة بحبل التوفيق من اللّه تعالى، وفي خلال ذلك أقبل إلى طاعته وتبعته من أمراء العجم حكوا بن محمد، فبايعه رجل من دعاة الإمام في بعض نواحي بكيل، فوصل إلى الإمام وانضاف إليه من خيل العجم إلى قدر مائتي فارس، فبايع الكل منهم، وصلى # صلاة يوم النحر في شبام كوكبان ونحر وتقدم إلى صنعاء واثقا باللّه ø متوكلا عليه، فلما وصلها وفيها من العجم إلى قدر سبعمائة فارس فتح أهل المدينة الباب فدخل # في سبعة أفراس لا غير وهم أخوته ومن يختص به،