الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #

صفحة 293 - الجزء 2

  وتأخر حكوا ومن معه من الجند خارج المدينة، وقصد # إلى المسجد الجامع فاجتمع جند العجم وأحاطوا بالمسجد إحاطة الهالة بالقمر، فوقف # فيه حتى حضر وقت صلاة المغرب وأذن المؤذن بأذان أهل البيت $ المختار، وقضى صلاته ووقف ينتظر الفرج من اللّه تعالى والنصر، فأخبرني الأمير الكبير عماد الدين خلد الله ملكه أنه أمره أن يشرف على العسكر من فوق السطح، فلما أشرف عليهم آذوه وسبوه - لعنهم اللّه قال: ثم إن الإمام # أشرف من ذلك الموضع بعينه على أولئك القوم فما تكلم أحد منهم إليه بكلمة واحدة مع مشاهدتهم إياه لهيبته، وانتهى الحال بعد ذلك إلى أن أهل صنعاء الذين معه # صوّبوا خروجه من المسجد فألبسوه شيئا من لحافهم ليتنكر بذلك عمن شاهده عند خروجه، ثم خرجوا به فيما بينهم كأنه واحد منهم وهم يسيرون بين العجم فسلمه الله تعالى من كيدهم حراسة لدينه، ولما أراد من حياة الإسلام ونعش مذهب العترة $، فأقام في بعض دور المتولين له جانبا من الليل ثم صوب أصحابه الخروج لعلها تسعف فرصة للخروج من المدينة فخرجوا وقصدوا بعض أبوابها فجاءوا والجند على الباب قد اشتدت الحراسة وتأكدت في كل ناحية وعلى كل باب من أبواب المدينة، فعادوا إلى موضعهم واشتوروا، وخاف أهل صنعاء على الإمام #، وأشفقوا لشدة محبتهم فتراجعوا، وقال بعضهم: نقف في مسجد عيّنوه لا يكاد يصله أحد، فلم يصوّب الإمام ذلك، ثم اتفق الرأي على أنه يقف في بيت واحد غير معروف ولا مشهور فتقدم # وتفرق أصحابه خيفة أن يطلع الصباح وهم كذلك، وبات عيون أهل المدينة من الزيدية يجتهدون في فساد عسكر العجم حتى أفسدوا من الرّجل إلى ثلاثة ألاف راجل وكانت لهم في ذلك عناية أكيدة تليق بصحة عقيدتهم وأكيد محبتهم لأهل البيت $ حتى أصبح الصباح وقد انتظم لهم ما أرادوه، وفتحت أبواب المدينة فدخل حكوا