ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  وأصحابه إلى الإمام #، ثم أقبل جند العجم الذين كانوا فيها إلى بين يديه حتى بايعوه #، وإن من كبارهم لمن ترعد يده عند البيعة رعبا وخوفا قذفه اللّه في قلوبهم حتى شملتهم البيعة، وأذن لهم # بالانصراف من المدينة فنزلوا نحو اليمن، واستقر الإمام المنصور باللّه # في المدينة ومن معه من الجنود، وجرت الأحكام النبوية على أحسن حال ووفد إليه # الناس من كل ناحية، وكان من جملة الواصلين إليه الشيخان الأوحدان عزّان بن سعيد ومفضل بن أبي رزاح رحمهما اللّه تعالى في قوم كثير من جهاتهم بأموال جمة وغيرهم من أهل الجهات والنواحي، وأقام كذلك # ينشر الهدى للطالب، والندى للعافي والراغب.
  وقال #(١) هذا الشعر عقيب دخوله صنعاء، وأثنى على أهلها بما كان لهم من العناية:
  دعا ذكر نجد والحمائم بالحمى ... وبرقا ورعدا لاح وهنا وأرزما
  ودارا لهم بين العذيب وبارق ... وبين هضاب الأبرقين وأصرما
  ومحطوطة المتنين مهضومة الحشى ... خدلّجة الساقين معسولة اللّما
  ولا تذكرا إلا حساما وذابلا ... ودرعا سلوقيّا وطرفا مسوّما
  وزوراء يضمي نبلها ما شحية ... تمجّ إلى الأعداء حتفا مقسّما
  وفجرا يردّ اليوم ليلا بلأمة ... إذا أشرقته المشرفيّة أظلما
  كأنّ ثبيرا مسنفات جياده ... ورضوى أخال متنه ويلملما
  يقاد إلى قوم طغاة جبابر ... ليدرك ثأرا للعلى ولينقما
  ولا تعرضا أمرا مضى لسبيله ... ولا تنسيا هذا المقام وسلما
  وقولا بلا فخر ولا جبرية ... ليشفي أخا تقوى ويكبت مجرما
  أمثلي يلدن المحصنات مقدما ... إذا هم يوما بالعظيمة صمّما
(١) الديوان ١٢ - ١٣ مخطوط.