ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  تائب ثابت، ومن هافت خافت، واللّه أغير لدينه وأحمى على شرعه، ونحن على موعود ولن يخلف اللّه وعده، وكيف يخذل بعد العدة بالنصر جنده، وقد هزم الأحزاب وحده، يوم صنعاء وبعده، فكأنك بألوية النصر قد خفقت بالظفر أطرافها، وببحار التوفيق قد طمت بالظالمين نطاقها، فكم هناك من حائز ملكا حسيما، وقائل يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما:
  إذا غضب الفحل يوم الهياج ... فلا تعذلوه إذا ما هدر
  أنا ابن معيد صدور الجياد ... والدم فيها يحاكي المطر
  أينكر حقي برجم الظنون ... وهل يكتم الناس ضوء القمر
  فإن سيّرت سيرتي باليقين ... كانت لعمرك خير السير
  ألست الذي شق برد الضلال ... بعزم يشق الحصى والشعر
  وبأس توارثته من علي ... وحزم تعلمته من عمر
  لساني كشقشقة الأرحبي ... أو كالحسام اليماني الذكر(١)
  ثم لما تقدم إسماعيل إلى صنعاء تقدم الإمام # إلى ناحية شبام، ثم إلى ثلا وأنشأ # هذين الشعرين(٢) قال مصنف سيرته # من بعد صلاة الفجر إلى أول ضحوة النهار قبل انبساط الشمس، أحدهما:
  لا تذكرنّ منازل الأحباب ... بلوى قضيب فأجرعي شرحاب
  دارات آرام الصّريم وإنما ... ليس الزمان زمان ذكر تصاب
  واذكر بنات الأعوجي ولا حق ... شمّ المتون لواحق الأقراب
  والزّغف كالغدران أحكم نسجها ... سردا كجلد الأرقم المنساب
  ومناصلا زرق المتون كأنها ... برق تعرّض في متون سحاب
(١) الديوان: ٣٢.
(٢) الديوان ١٥ - ١٦.