رسالة ابن النساخ:
  لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة اثني عشرة وستمائة، فأمسى في بيت أنعم ثم تقدم إلى كوكبان، ووصل العجم إلى الأعمال الصنعانية في جيوش يضيق بها الفضاء، فعمدوا إلى بيت أنعم فحطوا عليه ثاني عشر جمادى الأولى من السنة المذكورة وكان # قد شحنه بالرجال، وما يحتاجون إليه من الطعام فأقام الحرب عليه مدة وهم مشغولون به حتى تسلموه بعد ذلك يوم الثلاثاء ثاني رجب ونهضوا إلى بلاد حمير فحطوا على المصنعة وعزان يوم الجمعة سادس رمضان من السنة المذكورة، وأقام # في مقاتلتهم في اللّطية بجبل الضلع مدة ثلاثة أشهر ونصف والحرب متواترة عليهم، وكان أول يوم وقع فيه القتال نهض # من اللطية إلى جبل يقال له ثمود، ونزلت الجنود على العجم فقاتلتهم قتالا شديدا ودنوا إلى محطتهم دنوا كثيرا، فقال # في ذلك اليوم:
  خذوا هذه عني إلى أن تتمّ لي ... أمور أرجي نظمها واتساقها
  فإن تنكحونيها فإني كفؤها ... كريما وقد وفيت صبحا صداقها
  فأين بكم من لفح سفع جحيمها ... إذا ضربت صبحا عليكم رواقها
  وصاحت حماة الروع في جنباتها ... وحمّلها مستكرها من أطاقها
  فلا تسأموا الحرب العوان وشمروا ... فقد شمرت حرب بن حيدر ساقها
  حسبتم طعان الطالبيين في الوغى ... معتقة لا تسأمون مذاقها
  حرام عليكم لذة العيش بعدها ... فقد صدها عنكم حسام وعاقها
  وقبلكم كانت ملوك كثيرة ... نسوقكم عما قليل مساقها
  إذا زخرت قحطان دوني بجمعها ... وهزّت عواليها وسلت رقاقها
  وشدت عليكم شدة يمينة ... تهد عليكم شامها وعراقها
  ودافع من عدنان كل مشيع ... إذا نظرته العين في الروع راقها
  جعلتم كلاب الباطنية ركنكم ... فنطّقكم بالمشرفي نطاقها