الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 358 - الجزء 2

  مستنبع من رسول اللّه نبعته ... طابت عناصره والخيم والشّيم

  في كفه خيزران ريحه عبق ... من كفّ أروع في عرنينه شمم

  من معشر حبهم فرض وبغضهم ... كفر وحبّهم منجى ومعتصم

  مقدّم بعد ذكر اللّه ذكرهم ... في كلّ حين ومختوم به الكلم

  إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمتهم ... أو قيل: من خير أهل الأرض؟ قيل: هم⁣(⁣١)

  فأمر هشام بإسقاط صلة الفرزدق من الديوان فبلغ ذلك زين العابدين # فأمر له ببدرة، فلمّا حملت إليه ردّها، وقال: إنما تكلّمت وقلت ما قلت للّه ø ولا أقبل عليه عوضا وأجرا، وردّ البدرة على زين العابدين فردها عليه زين العابدين وقال: نحن أهل البيت إذا خرجت عنّا صلة لم ترجع أبدا، وحبس هشام الفرزدق بعسفان على مرحلتين من مكة، فقال يهجو هشاما:

  أتحبسني بين المدينة والتي ... إليها جميع الناس يهوي منيبها

  يقلّب رأسا لم يكن رأس سيد ... وعينا له حولاء باد عيوبها

  وللكميت بن زيد | في سلطان بني أمية قصائده المشهورة المعروفة بالهاشميّات ذكر فيها كثيرا من مناقب العترة $ ومثالب بني أمية ولم يكترث بسلطانهم، وهي خمسمائة بيت وبضع وثمانون بيتا، وفي الحكاية: أن الكميت جاء إلى الفرزدق فقال: إني قلت قصيدة أريد أن أعرضها عليك، فقال:

  هات؛ فأنشد:

  طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب⁣(⁣٢)

  فقال: إلى من طربت ثكلتك أمك؟، فقال:

  ولم يلهني دار ولا رسم منزل ... ولم يتطرّبني بنان مخضّب


(١) ديوان الفرزدق ١٨٠ - ١٨١.

(٢) ويروى «أذو الشيب يلعب».