الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 368 - الجزء 2

  أهل البيت $، منقطعا في بغض الخلفاء وهجوهم حتى لم يبق منهم أحدا ولا من وزرائهم وهو معروف بذلك، وقصيدته «مدارس آيات خلت من تلاوة» من فاخر المديح وحسن الشعر المقول في أهل البيت $، وقصد بها الرضى علي بن موسى # بخراسان فأعطاه عشرة آلاف درهم من الدراهم المضروبة باسمه. وروى الشيخ أبو الفرج علي بن الحسين الكاتب المعروف بالأصبهاني قال: أخبرني الحسن بن علي بإسناد يرفعه إلى موسى بن عيسى المروزي وكان منزله بالكوفة في رحبة طيّ قال: سمعت دعبل بن علي وأنا صبيّ يتحدث في مسجد المروديّة قال: دخلت على علي بن موسى الرضى، فقال لي: أنشدني شيئا مما أحدثت بعدنا، فأنشدته:

  مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات

  حتى انتهيت منها إلى قولي:

  إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم ... أكفا عن الأوتار منقبضات

  قال: فبكى حتى أغمي عليه، وأومى إليّ خادم على رأسه أن اسكت فسكت فمكثت ساعة ثم قال: أعد، فأعدت حتى انتهيت إلى هذا الموضع أيضا فأصابه مثل الّذي أصابه في المرة الأولى وأومى الخادم إليّ أن اسكت فسكت، ثم مكثت ساعة أخرى ثم قال لي: أعد فأعدت حتى انتهيت إلى آخرها فقال:

  أحسنت ثلاث مرات، ثم أمر لي بعشرة آلاف درهم مما ضربت باسمه ولم يكن وقعت إلى أحد بعد، ثم أمر لي من في منزله بحليّ كثير أخرجه الخادم فقدمت العراق فبعت كل درهم منها بعشرة اشترتها مني الشيعة، فحصلت لي مائة ألف درهم وكان أول مال اعتقدته.

  وروى الشيخ أبو الفرج أن ابن مهرويه قال: وحدثني حذيفة بن أحمد أن دعبلا قال له: استوهب من الرضى ثوبا قد لبسه ليجعله في أكفانه، فخلع جبّة