الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

فصل نختم به الكتاب

صفحة 369 - الجزء 2

  كانت عليه فأعطاه إياها، وبلغ أهل قمّ خبره فسألوه أن يبيعهم إيّاها بثلاثين ألف درهم فلم يفعل، فخرجوا عليه في طريقه فأخذوها غصبا وقالوا له: إن شئت أن تأخذ المال فافعل، وإلا فأنت أعلم، فقال: إني واللّه لا أعطيكم إياها طوعا ولا تنفعكم غصبا، وأشكوكم إلى الرضى #، فصالحوه على أن يعطوه الثلاثين الألف وفردكم من بطانتها فرضي بذلك. والقصيدة هي هذه:

  مدارس آيات خلت من تلاوة ... ومنزل وحي مقفر العرصات

  لآل رسول اللّه بالخيف من منى ... وبالركن والتعريف والجمرات

  ديار عليّ والحسين وجعفر ... وحمزة والسجّاد ذي الثفنات

  ديار عفاها جور كل منابذ ... ولم تعف للأيام والسنوات

  قفا نسأل الدار التي خفّ أهلها ... متى عهدها بالصوم والصلوات

  وأين الألى شطّت بهم غربة النوى ... أفانين بالأطراف منقبضات⁣(⁣١)

  هم أهل ميراث النّبي إذا اعتزوا ... وهم خير قادات وخير حماة

  وما الناس إلا حاسد ومكذّب ... ومضطغن ذو إحنة وترات

  إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر ... ويوم حنين أسبلوا العبرات

  قد لا ينوه في المقال وأضمروا ... قلوبا على الأحقاد منطويات

  قبورا بكوفان وأخرى بطيبة ... وأخرى بفخ نالها صلواتي

  وقبرا بأرض الجوزجان نجلّه⁣(⁣٢) وقبرا بباخمرا لدى الغربات

  وقبرا ببغداد لنفس زكيّة ... تضمّنها الرحمن بالغرفات

  وقبرا بطوس يا لها من مصيبة ... تردّد بين الصدر والجنحات

  فأما المصمّات التي لست بالغا ... مبالغها مني بكنه صفات


(١) بالآفاق.

(٢) في (ب): محله.