الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

(وقعة الجمل)

صفحة 61 - الجزء 1

  عليا؟ فقلت: ألا أحبّ ابن خالي وابن عمي، ومن على ديني! فقال: يا علي أتحبّه؟ فقلت: ألا أحب ابن عمتي، ومن على ديني! فقال: يا زبير أما والله لتقاتلنّه وأنت له ظالم، فقال الزبير: بلى والله لقد نسيت منذ سمعته، ثم تذكرته الآن، والله لا أقاتلك، فرجع الزبير يشقّ الصفوف، فعرض له ابنه عبد الله، فقال: مالك؟ قال: ذكّرني عليّ # حديثا سمعته من رسول الله ÷ يقول: «لتقاتلنّه وأنت له ظالم»⁣(⁣١) فلا والله لا أقاتله، ثم ولّى وأنشد:

  ترك الأمور التي تخشى عواقبها ... لله أجمل في الدنيا وفي الدين

  نادى عليّ بأمر لست أنكره ... قد كان عمرو أبيك الخير مذ حين

  فاخترت عارا على نار مؤجّجة ... أنّى يقوم لها خلق من الطين

  ثم ذهب حتى نزل بوادي السباع، فقتله ابن جرموز وأتى برأسه عليا # فقال: أشهد أني سمعت رسول الله ÷ يقول: «بشر قاتل ابن صفية بالنار»⁣(⁣٢) فقال ابن جرموز:

  أتيت عليّا برأس الزبير ... وقد كنت أرجو به الزلفة

  فبشر بالنار قبل العيان ... فبئست بشارة ذي التحفة

  فسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عنز بذي الجحفة⁣(⁣٣)

  ودعى عليّ # أيضا بطلحة فقال له: نشدتك اللّه، هل سمعت رسول الله ÷ يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»؟ قال: نعم. قال: فلم تقاتلني؟ قال: لم أذكر، وانصرف⁣(⁣٤).

  وروي أنه لما رمي بسهم قال بعد ما أفاق من غشيته: ما رأيت مصرع قرشي


(١) أمالي أبي طالب ص ٧٠.

(٢) لقرطبي ٨/ ٢١١.

(٣) الاستيعاب ٢/ ٩٢، والبداية والنهاية ٧/ ٢٦٩، ومروج الذهب ٢/ ٣٦٢، وكتاب الفتوح ٢/ ٤٦٩، وتأريخ اليعقوبي ٢/ ٨١.

(٤) لاستيعاب ٢/ ٣١٨، ومروج الذهب ٢/ ٣٦٤.