إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(2) شرح إعراب سورة البقرة

صفحة 119 - الجزء 1

  الوسطى وفي حرف ابن مسعود وعلى الصلاة الوسطى وروي عن ابن عباس والصلاة الوسطى صلاة العصر⁣(⁣١). وهذه القراءة على التفسير لأنها زيادة في المصحف، والحديث المرويّ في القراءة والكتابة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر لا يوجب أن يكون الوسطى خلاف العصر كما أنّ قوله ø: {فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}⁣[الرّحمن: ٦٨] أن يكون النخل والرمان خلاف الفاكهة كما قال الشاعر: [الكامل]

  ٥٣ - النّازلون بكلّ معترك ... والطّيّبون معاقد الأزر⁣(⁣٢)

  ليس الطّيّبون فيه خلاف النازلين، وحكى سيبويه: مررت بزيد أخيك وصديقك، والصديق هو الأخ. قال أبو جعفر: وقد ذكرنا احتجاج من قال: إن الصلاة الوسطى العصر لأنها بين الصلاتين من صلاة النهار وصلاتين من صلاة الليل وأجود من هذا الاحتجاج أن يكون قيل لها: الوسطى لأنها بين صلاتين إحداهما أول ما فرض والأخرى الثالثة مما فرض وحجّة من قال إنها الصبح: أنها بين صلاتين من صلاة النهار وصلاتين من صلاة الليل وحجة من قال إنها الظهر: أنها في وسط النهار وقال قوم: هي العشاء الآخرة وقال قوم: هي المغرب لأنها بين صلاتين من النهار وصلاتين من الليل. {وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ} منصوب على الحال وقد بينا معناه.

  {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ٢٣٩}

  {فَإِنْ خِفْتُمْ} شرط، وجوابه ما قلنا {فَرِجالاً} نصب على الحال أي فصلّوا رجالا، والمعنى: فإن خفتم أن تقوموا لله قانتين فصلّوا مشاة أو ركبانا. قال أبو جعفر: يقال: راجل ورجلان ورجل بمعنى واحد وفي الجمع لغات يقال: رجّالة رجال مثل صاحب وصحاب كما قال: [الطويل]

  ٥٤ - وقال صح ابي: قد شأونك فاطلب⁣(⁣٣)

  ويجوز أن يكون رجال جمع رجل بمعنى راجل، ويقال في الجمع: رجّال مثل


= وله اختيار في القراءة، يروى عنه، واختيار في الوقوف، روى عنه الكسائي والفراء. ترجمته في غاية النهاية ٢/ ١١٦ ونزهة الألباء ٥٠.

(١) انظر البحر المحيط ٢/ ٢٥٠.

(٢) مرّ الشاهد رقم (٣٣).

(٣) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ص ٥٠، ولسان العرب (صحب) (شأى)، والتنبيه والإيضاح ١/ ١٠٢، وبلا نسبة في ديوان الأدب ١/ ٤٥٤، وصدره:

«فكان تدانينا وعقد عذاره»