إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(89) شرح إعراب سورة الفجر

صفحة 135 - الجزء 5

(٨٩) شرح إعراب سورة الفجر

  

  {وَالْفَجْرِ ١}

  خفض بواو القسم وعن ابن عباس في معناه ثلاثة أقوال: منها أنه فجر السنة المحرّم، وإنه النهار، وأنه صلاة الفجر، وأما مسروق فقال: هو فجركم هذا، قال: واختلف العلماء في الفجر فأهل الكوفة يقولون: هو البياض، وأهل المدينة يقولون: هو الحمرة، وقد حكي عن العرب: ثوب مشفق ومشفّق أي مصبوغ بالحمرة.

  {وَلَيالٍ} عطف والأصل فيها ليالي ولو جاء على الأصل لقلت: وليالي يا هذا، لا ينصرف كما قال الشاعر: [الرجز]

  ٥٦٢ - قد عجبت منّي ومن يعيليا⁣(⁣١)

  فكره أن يختلف المعتلّ فجيء بالتنوين بعد أن حذفت الياء عوضا منها، وقيل: من الحركة {عَشْرٍ} نعت لليال.

  {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣}

  قراءة⁣(⁣٢) أبي جعفر وشيبة ونافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قال أبو جعفر: هو اختيار أبي عبيد واحتجّ بأشياء منها أنه الأكثر في عادة الناس وأنّ المحدّثين كذا يقولونه. قال أبو جعفر: لو قال قائل: الأكثر في عادة الناس الفتح لكان أشبه وإن كان له حجة في كليهما ولا في


(١) الرجز للفرزدق في الدرر ١/ ١٠٢، وشرح التصريح ٢/ ٢٢٨، وبلا نسبة في الكتاب ٣/ ٣٤٨، والخصائص ١/ ٦، وشرح الأشموني ٢/ ٥٤١، ولسان العرب (علا) و (قلا)، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٤، والمقتضب ١/ ١٤٢، والممتع في التصريف ٢/ ٥٥٧، والمنصف ٢/ ٦٨، وهمع الهوامع ١/ ٣٦.

(٢) انظر تيسير الداني ١٨٠، والبحر المحيط ٨/ ٤٦٣.