إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(33) شرح إعراب سورة الأحزاب

صفحة 206 - الجزء 3

(٣٣) شرح إعراب سورة الأحزاب

  

  {يا أَيُّهَا النَّبِيُ} ضممت أيا لأنه نداء مفرد والتنبيه لازم لها والنبي نعت لأيّ عند النحويين إلّا الأخفش فإنه يقول: إنه صلة لأي، وهو خطأ عند أكثر النحويين لأن الصلة لا تكون إلّا جملة والاحتيال له فيما قال: إنه لما كان نعتا لازما سماه صلة فهكذا الكوفيون يسمون نعت النكرة صلة لها، وأجاز بعض النحويين⁣(⁣١) النصب، {اتَّقِ اللهَ} حذفت الياء لأنه أمر. {وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ} أي لا تطعهم فيما نهيت عنه ولا تمل إليهم، ودلّ بقوله جلّ وعزّ: {إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً} على أنه إنما كان يميل إليهم استدعاء لهم إلى الإسلام أي لو علم الله جلّ وعزّ أن ميلك إليهم فيه منفعة لما نهاك عنه لأنه حكيم.

  {وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ} أي من اجتنابهم.

  {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} أي في الخوف من ضررهم. {وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً} أي كافيا لك مما تخافه منهم «وكيلا» نصب على البيان أو على الحال.

  {ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} «من» زائدة للتوكيد، وشبه هذا بالأول أنّه لم


(١) انظر أسرار العربية ص ٢٢٩.