إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(16) شرح إعراب سورة النحل

صفحة 247 - الجزء 2

(١٦) شرح إعراب سورة النحل

  

  {أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ١}

  {أَتى أَمْرُ اللهِ} من أحسن ما قيل في معناه قول الضحاك إنه القرآن، وقد قيل: إنه نصر النبي . ومن قال: إنّه القيامة جعله مجازا على أحد أمرين يكون «أتى» بمعنى قرب، ويكون «أتى» بمعنى يأتي إلّا أن سيبويه⁣(⁣١) لا يجيز أن يكون فعل بمعنى يفعل ويجيز أن يكون يفعل بمعنى فعل لأنه يكون محكيّا. {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} نهي فيه معنى التهديد.

  {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ ٢ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ٣}

  {أَنْ أَنْذِرُوا} قال أبو إسحاق: «أن» في موضع جرّ على البدل من الروح، والتقدير: ينزل الملائكة بأن أنذروا أهل الكفر والمعاصي أي حذّروهم بأنه {لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} ثمّ دلّ جلّ وعزّ على توحيده فقال جل ثناؤه: {خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}.

  {وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ ٥}

  {وَالْأَنْعامَ} نصب بإضمار فعل، ويجوز الرفع في غير القرآن.

  {وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ ٨}

  {وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ} أي وجعل لكم، وقال الفراء⁣(⁣٢): هي ردّ على خلق. قال: وإن شئت كانت بمعنى وسخّر. قال: ويجوز الرفع من وجهين: أحدهما أنه لم يكن معها فعل رفعت، والآخر أنه لمّا كان يجوز والأنعام بالرفع توهّمت أنه مرفوع رفعت. {وَزِينَةً} قال الأخفش والفراء⁣(⁣٣): أي وجعلها زينة. قال الفراء: ويجوز أن


(١) انظر الكتاب ٣/ ٢٣.

(٢) و (٣) انظر معاني الفراء ٢/ ٩٧.