إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(22) شرح إعراب سورة الحج

صفحة 60 - الجزء 3

(٢٢) شرح إعراب سورة الحجّ

  

  {يا أَيُّهَا النَّاسُ النَّاسُ} مرفوعون على النعت لأي، وأجاز المازني النصب على الموضع كما تقول: يا زيد الكريم أقبل. قال أبو إسحاق: هذا غلط من المازني، لأن زيدا يجوز الوقف والاقتصار عليه، ولا يجوز يا أيّها والنّاس هم المقصودون.

  والمعنى: يا ناس اتّقوا ربّكم. {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ} وهي شدائدها، ورجفة الأرض، والآيات الباهرة.

  {يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} قال أبو إسحاق: تذهل تحيّر وتترك. مرضعة جارية على الفعل؛ لأن بعدها {أَرْضَعَتْ} والكوفيون يقولون⁣(⁣١): ما كان مخصوصا به المؤنث لم تدخل الهاء فيه نحو حائض وطالق وما أشبههما. قال علي بن سليمان:

  الدليل على أنّ هذا القول غلط إثبات الهاء في موضعه. {وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى} أي هي لشدّة الهول وخفقان القلب. وقرأ أبو هريرة {وَتَرَى النَّاسَ سُكارى}⁣(⁣٢) يكونان مفعولين. قال سيبويه⁣(⁣٣) يقال: سكارى وسكارى قال: وقوم يقولون: سكرى شبّهوه بمرضى؛ لأنه آفة تدخل على العقل كالمرض. قال أبو جعفر:

  قول سيبويه: وقوم يقولون: سكرى يدلّ على أنّ غير هذه اللغة أشهر منها.


(١) انظر معاني الفراء ٢/ ٢١٤.

(٢) انظر البحر المحيط ٦/ ٣٢٥، ومختصر ابن خالويه ٩٤، ومعاني الفراء ٢/ ٢١٥.

(٣) انظر الكتاب ٤/ ١١٨.