(86) شرح إعراب سورة الطارق
(٨٦) شرح إعراب سورة الطارق
  
  {وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ١}
  {وَالسَّماءِ} خفض بواو القسم. {وَالطَّارِقِ} عطف عليها من قولهم طرق طروقا إذا أتى ليلا.
  {وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ ٢ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ٣}
  {النَّجْمُ} بمعنى هو النجم الثاقب، ويجوز أن يكون {الثَّاقِبُ} نعتا للطارق، وأصحّ ما قيل في معنى الثاقب ما رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس الثاقب قال: يقول: المضيء، وحكى الفراء: ثقب أي ارتفع وأنه زحل، قيل له: الثاقب لارتفاعه، وقال غيره: لطلوعه من المشرق كأنه يثقب موضعه.
  {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ٤}
  {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا(١) عَلَيْها حافِظٌ} قراءة أبي عمرو ونافع والكسائي، وقرأ أبو جعفر والحسن {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ ٤} قال أبو جعفر: القراءة الأولى بيّنة في العربية تكون ما زائدة و «إن» مخففة من الثقيلة هذا مذهب سيبويه، وهو جواب القسم، والقراءة الثانية تكون «لمّا» بمعنى إلا عليها. قال أبو جعفر: حكى سيبويه(٢)، أقسمت عليك لمّا فعلت، بمعنى ألا فعلت.
  {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ ٥}
  من نظر القلب والأصل فلينظر حذفت الكسرة لثقلها وجزم الفعل؛ بلام الأمر وكسرت الراء لالتقاء الساكنين. {مِمَّ خُلِقَ} الأصل مما حذفت الألف لأنها استفهام، وتم الكلام.
(١) انظر تيسير الداني ١٨٠، والبحر المحيط ٨/ ٤٤٨.
(٢) انظر الكتاب ٣/ ١٢٢.