إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(32) شرح إعراب سورة السجدة

صفحة 199 - الجزء 3

(٣٢) شرح إعراب سورة السجدة

  

  {الم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ} الاجتماع على رفع تنزيل، ورفعه من ثلاثة أوجه:

  أحدها بالابتداء والخبر {لا رَيْبَ فِيهِ}، والثاني على إضمار مبتدأ أي هذا المتلو تنزيل، والثالث بمعنى هذه الحروف تنزيل و «ألم» تدل على الحروف كلها كما تدل عليها أب ت ث. ولو كان تنزيل منصوبا على المصدر لجاز كما قرأ الكوفيون {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}⁣[يس: ٣ - ٥].

  {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ} «أم» تدلّ على خروج من حديث إلى حديث {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} مبتدأ وخبره، وكذا {اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍ} أي للكافرين من مولى يمنع من عذابهم {وَلا شَفِيعٍ}، ويجوز بالرفع على الموضع {أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ} هذه الموعظة.

  {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير {خَلَقَهُ}⁣(⁣١) بإسكان اللام ونصبه في هذه القراءة على المصدر عند سيبويه مثل {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}⁣[النمل: ٨٨]، وعند غيره على البدل من «كلّ» أي الّذي أحسن خلق كلّ شيء وهما مفعولان على مذهب بعض النحويين بمعنى أفهم كلّ شيء خلقه و {خَلَقَهُ} على أنه فعل


(١) انظر تيسير الداني ١٤٤، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٥١٦.