إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(79) شرح إعراب سورة النازعات

صفحة 88 - الجزء 5

(٧٩) شرح إعراب سورة النازعات

  

  {وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ١}

  {وَالنَّازِعاتِ} خفض بواو القسم، وقيل التقدير وربّ النازعات، وروى شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله و «النازعات» قال: الملائكة وروى شعبة عن السّدّي عن أبي صالح عن ابن عباس و {النَّازِعاتِ} قال: ينزع نفسه فصار التقدير والملائكة النازعات {غَرْقاً} مصدر. قال سعيد بن جبير: تنزع نفوسهم ثم تغرق ثم تحرق ثم يلقى بها في النار. والتقدير ورب النازعات والمعنى: فتغرق النفوس فتغرق غرقا، {وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً}⁣[نوح: ١٧].

  {وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً ٢}

  {وَالنَّاشِطاتِ} معطوف على النازعات أي الجاذبات الأرواح بسرعة يقال: نشطه إذا جذبه بسرعة إلا أن الفراء⁣(⁣١) حكى نشطه إذا ربطه، وأنشطه حلّه وحكي عن العرب: كأنما أنشط من عقال وخولف في هذا واستشهد مخالفه بقوله: [الرجز]

  ٥٣٦ - أضحت همومي تنشط المناشطا⁣(⁣٢)

  {وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً ٣}

  معطوف أي: والملائكة السابحات أي السريعات، وقال عطاء: {السَّابِحاتِ} السفن {سَبْحاً} مصدر.

  {فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً ٤}


(١) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٣٠.

(٢) الشاهد لهيمان بن قحافة في تفسير الطبري ٣٠/ ٢٩، واللسان (نشط)، وتمامه:

«أمست همومي تنشط المناشطا ... الشام بي طورا وطورا واسطا»