إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(53) شرح إعراب سورة النجم

صفحة 179 - الجزء 4

(٥٣) شرح إعراب سورة النجم

  

  {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ١ ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى ٢}

  {وَالنَّجْمِ} خفض بواو القسم، والتقدير وربّ النجم. {إِذا هَوى} في موضع نصب أي حين هوى، وجواب القسم {ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ} أي ما زال عن القصد {وَما غَوى} قيل: أي وما خاب فيما طلبه من الرحمة.

  {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ٣ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ٤}

  {وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى} قيل: المعنى وما ينطق فيما يخبر به من الوحي، ودلّ على هذا {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى} أي ما الذي يخبر به إلا وحي يوحى. ويوحى يرجع إلى الياء، ولو كان من ذوات الواو لتبع المستقبل الماضي.

  {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ٥}

  أي الأسباب، وحكى الفراء أنه يقرأ {شَدِيدُ الْقُوى} بكسر القاف؛ لأن فعلة وفعلة يتضارعان. قال قتادة: شديد القوى جبريل #.

  {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ٦}

  {ذُو مِرَّةٍ} قال مجاهد: جبرائيل # ذو قوة. وقال ابن زيد: المرّة القوة. وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس {ذُو مِرَّةٍ} أي منظر حسن. قال أبو جعفر: حقيقة المرّة في اللغة اعتدال الخلق والسلامة من الآفات والعاهات، فإذا كان كذا كان قويا. {فَاسْتَوى} قيل: فاعتدل بعد أن كان ينزل مسرعا.

  {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ٧}

  في موضع الحال أي فاستوى عاليا، هذا قول من تجب به الحجّة من العلماء،