(29) شرح إعراب سورة العنكبوت
(٢٩) شرح إعراب سورة العنكبوت
  
  {أَنْ} الأولى في موضع نصب بحسب وهي وصلتها مقام المفعولين على قول سيبويه و {أَنْ} الثانية في موضع نصب على إحدى جهتين بمعنى لأن يقولوا وبأن يقولوا وعلى أن يقولوا، والجهة الأخرى أن يكون التقدير أحسبوا أن يقولوا.
  {فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ} فيه قولان: أحدهما أن يكون صدقوا مشتقّا من الصدق، والكاذبين مشتقّا من الكذب الذي هو ضدّ الصدق، ويكون المعنى:
  فليبيننّ الله الذين صدقوا، فقالوا نحن مؤمنون واعتقدوا مثل ذلك، والذين كذبوا حين اعتقدوا غير ذلك وصدقوا في قولهم نحن نصبر ونثبت مع النبيّ ﷺ في الحرب ويعلم الذين كذبوا، والقول الآخر أن يكون صدقوا مشتقّا من الصدق، وهو الصلب، والكاذبين من كذب إذا انهزم، فيكون المعنى: فليعلمنّ الله الذين ثبتوا في الحرب والذين انهزموا، كما قال: [البسيط]
  ٣٢٨ - ليث بعثر يصطاد الرّجال إذا ... ما الّليث كذّب عن أقرانه صدقا(١)
  وجعلت فليعلمنّ في موضع ليبيّننّ مجازا.
  {ساءَ ما يَحْكُمُونَ} قدّر أبو إسحاق «ما» تقديرين أحدهما أن تكون في موضع
(١) الشاهد لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ٥٤، ولسان العرب (كذب) و (عثر)، والتنبيه والإيضاح ٢/ ١٦١، وتهذيب اللغة ١٠/ ١٧٤، وجمهرة اللغة ٤٢١، وتاج العروس (كذب)، و (عثر)، وبلا نسبة في ديوان الأدب ١/ ٨٤.