إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(29) شرح إعراب سورة العنكبوت

صفحة 168 - الجزء 3

(٢٩) شرح إعراب سورة العنكبوت

  

  {أَنْ} الأولى في موضع نصب بحسب وهي وصلتها مقام المفعولين على قول سيبويه و {أَنْ} الثانية في موضع نصب على إحدى جهتين بمعنى لأن يقولوا وبأن يقولوا وعلى أن يقولوا، والجهة الأخرى أن يكون التقدير أحسبوا أن يقولوا.

  {فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ} فيه قولان: أحدهما أن يكون صدقوا مشتقّا من الصدق، والكاذبين مشتقّا من الكذب الذي هو ضدّ الصدق، ويكون المعنى:

  فليبيننّ الله الذين صدقوا، فقالوا نحن مؤمنون واعتقدوا مثل ذلك، والذين كذبوا حين اعتقدوا غير ذلك وصدقوا في قولهم نحن نصبر ونثبت مع النبيّ في الحرب ويعلم الذين كذبوا، والقول الآخر أن يكون صدقوا مشتقّا من الصدق، وهو الصلب، والكاذبين من كذب إذا انهزم، فيكون المعنى: فليعلمنّ الله الذين ثبتوا في الحرب والذين انهزموا، كما قال: [البسيط]

  ٣٢٨ - ليث بعثر يصطاد الرّجال إذا ... ما الّليث كذّب عن أقرانه صدقا⁣(⁣١)

  وجعلت فليعلمنّ في موضع ليبيّننّ مجازا.

  {ساءَ ما يَحْكُمُونَ} قدّر أبو إسحاق «ما» تقديرين أحدهما أن تكون في موضع


(١) الشاهد لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ٥٤، ولسان العرب (كذب) و (عثر)، والتنبيه والإيضاح ٢/ ١٦١، وتهذيب اللغة ١٠/ ١٧٤، وجمهرة اللغة ٤٢١، وتاج العروس (كذب)، و (عثر)، وبلا نسبة في ديوان الأدب ١/ ٨٤.