إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(81) شرح إعراب سورة إذا الشمس كورت (التكوير)

صفحة 98 - الجزء 5

(٨١) شرح إعراب سورة إذا الشمس كورت (التكوير)

  

  {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ١}

  رفعت الشّمس بإضمار فعل مثل الثاني لأن {إِذَا} بمنزلة حروف المجازاة لا يليها إلا الفعل مظهرا أو مضمرا. وعن أبيّ بن كعب {كُوِّرَتْ} ذهب ضوءها، وعن ابن عباس أظلمت. قال أبو جعفر: يقال: كوّر الشيء وكبّر الشيء إذا لفّ ورمي به، وفي الحديث «نعوذ بك من الحور بعد الكون»⁣(⁣١) أي من الرجوع بعد أن كان أمرنا ملتئما، ويروى «بعد الكور».

  {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ٢}

  رفعت النجوم بإضمار فعل أيضا. قال أبيّ: {انْكَدَرَتْ} تناثرت، وقال ابن عباس: بعثرت.

  {وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ٣} بإضمار فعل أيضا.

  {وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ٤}⁣(⁣٢)

  {عُطِّلَتْ} قال: أي أهملت. قال الأصمعي: العشراء النّاقة إذا أتى عليها من حملها عشرة أشهر، وقال أبو عبيدة: الناقة إذا أتى عليها من حملها ستة أشهر إلى أن تضع وبعد ذلك وهم يتفقدونها وتعزّ عليهم.

  {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ٥}

  فيه قولان: أحدهما حشرت يوم القيامة ليعوّضها الله مما لحقها من الألم في الدنيا وقال قتادة: حشرت جمعت.


(١) أخرجه ابن ماجة في سننه الباب ٢٠ الحديث رقم (٣٨٨٨)، والدارمي في سننه ٢/ ٨٧، والترمذي، الدعاء ١/ ٥٢٦.

(٢) انظر البحر المحيط ٨/ ٤٢٣ (قرأ الجمهور بتشديد الطاء، ومضر عن اليزيدي بتخفيفها).